للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٠٠٥٧ - قال مقاتل بن سليمان: {يوم تبدل الأرض غير الأرض}، يقول: تبدل صورة الأرض التي عليها بنو آدم بيضاء نقية، لم يُسْفَك عليها دم، ولم يُعْمَل عليها معصية، وهي أرض الصراط، وعمق الصراط خمسمائة عام، {و} تبدل {السماوات} فلا تكون شيئًا (١). (ز)

٤٠٠٥٨ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، في قوله: {يوم تبدَّل الأرض غير الأرض} الآية، قال: هذا يوم القيامة، خَلْقٌ سِوى الخلقِ الأوَّل (٢) [٣٥٨٣]. (٨/ ٥٨٠)

{وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (٤٨)}

٤٠٠٥٩ - قال مقاتل بن سليمان: {وبرزوا لله}، يقول: وخرجوا مِن قبورهم، ولا يَسْتَتِرون مِن الله بشيء، في أرض مستوية مثل الأَدَم (٣) ممدودة، ليس عليها جبل،


[٣٥٨٣] اختُلِف في معنى: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ} في هذه الآية على أقوال: الأول: أن الأرض تُبَدَّل بأرض غيرها بيضاء كالفضة لم يُعمَل عليها خطيئة. الثاني: أنها تبدل نارًا. الثالث: أنها تبدل بأرض مِن فضة. الرابع: أنها تبدل بخبزة. الخامس: أنها تبدل الأرض غير الأرض.
ورجَّح ابنُ جرير (١٣/ ٧٣٩) جوازَ تلك الأقوالِ وعدم القطعِ بواحدٍ بعينِه لعدم الدليل الموجبِ لذلك، فقال: «وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قولُ مَن قال: معناه: يوم تُبَدَّل الأرض التي نحن عليها اليوم يومَ القيامة غيرَها، وكذلك السماواتُ اليومَ تُبدَّل غيرَها، كما قال -جلَّ ثناؤه-، وجائزٌ أن تكون المبدَّلة أرضًا أخرى من فضة، وجائزٌ أن تكون نارًا، وجائزٌ أن تكون خبزًا، وجائزٌ أن تكون غير ذلك، ولا خبر في ذلك عندنا مِن الوجه الذي يجب التسليم له أيُّ ذلك يكون، فلا قول في ذلك يصِحُّ إلا ما دلَّ عليه ظاهر التنزيل».
وذكر ابنُ عطية (٥/ ٢٦٥) روايةً نقلها عن أبيه تضم هذه الأقوال باعتبار الحال، فقال: «وسمعت من أبي - رضي الله عنهما - أنه رُوِي: أن التبديل يقع في الأرض، ولكن يُبدَّل لكل فريق بما يقتضيه حاله، فالمؤمن يكون على خبز يأكل منه بحسب حاجته إليه، وفريق يكون على فضة -إن صحَّ السند بها-، وفريق الكفرة يكونون على نار، ونحو هذا مما كله واقع تحت قدرة الله تعالى».

<<  <  ج: ص:  >  >>