للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يأمر مَلك الموت فيموت، ثم يَدَعُهم -فيما بلغنا- أمواتًا أربعين سنة (١). (ز)

٦٧٦٧٥ - قال يحيى بن سلام: وبلغني: أنّ آخر مَن يبقى منهم جبريل، وميكائيل، وإسرافيل، ومَلك الموت، ثم يموت جبريل وميكائيل وإسرافيل، ثم يقول الله لمَلك الموت: مُت. فيموت (٢) [٥٦٥٢]. (ز)

{ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ (٦٨)}

٦٧٦٧٦ - عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «بين النفختين أربعون». قالوا: يا أبا هريرة، أربعون يومًا؟ قال: أبَيْتُ. قالوا: أربعون شهرًا؟ قال: أبَيْتُ. قالوا: أربعون عامًا؟ قال: أبيتُ. «ثم يُنزل الله من السماء ماءً، فيَنبُتون كما ينبت البقْل، وليس مِن الإنسان شيء إلا يبلى، إلا عظْمًا واحدًا، وهو عَجْبُ الذَّنَب (٣)، ومنه يُركّب الخلْق يوم القيامة» (٤). (١٢/ ٧٠٤)

٦٧٦٧٧ - عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: «يُنفخ في الصُّور -والصُّور: كهيئة


[٥٦٥٢] اختُلف في الذي عنى الله بالاستثناء في هذه الآية على أقوال: الأول: عنى به: جبريل، وميكائيل، وإسرافيل، وملك الموت. الثاني: عنى بذلك: الشهداء. الثالث: عنى بالاستثناء في الفزع: الشهداء، وفي الصعق: جبريل، وملك الموت، وحملة العرش.
وقد رجّح ابن جرير (٢٠/ ٢٥٧) -مستندًا إلى الدلالة العقلية- القول الثالث، وانتقد القول الثاني، معللًا ذلك بقوله: «لأن الصعقة في هذا الموضع: الموت، والشهداء وإن كانوا عند الله أحياء -كما أخبر الله تعالى ذكره- فإنهم قد ذاقوا الموت قبل ذلك، وإنما عنى -جل ثناؤه- بالاستثناء في هذا الموضع: الاستثناء من الذين صعقوا عند نفخة الصعق، لا من الذين قد ماتوا قبل ذلك بزمان ودهر طويل؛ وذلك أنه لو جاز أن يكون المراد بذلك مَن قد هلك وذاق الموت قبل وقت نفخة الصعق؛ وجب أن يكون المراد بذلك: مَن قد هلك، فذاق الموت من قبل ذلك، لأنه ممن لا يصعق في ذلك الوقت إذا كان الميت لا يجدد له موت آخر في تلك الحال».

<<  <  ج: ص:  >  >>