وذكر ابنُ جرير (٢٠/ ٦٦٣ - ٦٦٤) أن قراءة النصب لها وجهان: أحدهما: العطف على قوله: {أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم}، ونسمع قيله، يا رب. الثاني: أن يضمر له ناصب، فيكون معناه حينئذ: وقال قوله: {يا رب إن هؤلاء قوم لا يؤمنون} وشكا محمد شكواه إلى ربه. وأن قراءة الخفض على معنى: وعنده علم الساعة، وعلم قيلِه. وبنحوه قال ابنُ عطية (٧/ ٥٦٧). وذكر ابنُ عطية أن قراءة الرفع على الابتداء، وخبره في قوله: {يا رَبِّ إنَّ هؤُلاءِ قَوْمٌ لا يُؤْمِنُونَ}، أي: قيلُه هذا القول، أو يكون التقدير: وقيلُه يا ربّ مسموع ومتقَبَّل، فـ {يا رَبّ} على هذا منصوب الموضع بـ (قِيلُهُ). ورجَّح ابنُ جرير (٢٠/ ٦٦٤) صحة قراءة النصب والخفض مستندًا إلى شهرتهما، وصحة معناهما، فقال: «والصواب من القول في ذلك أنهما قراءتان مشهورتان في قراءة الأمصار، صحيحتا المعنى، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب».