ورجَّح ابنُ جرير (١٦/ ٥٨٦) مستندًا إلى الأغلب في اللغة القولَ الأول الذي قاله قتادة، فقال: «وإنما قلنا هذا القول أولى بتأويل ذلك لأنّ ذلك هو المعروف في كلام العرب المستفيض فيهم، وما خالفه من القول -وإن كان له وجه- فغير مستعمل فيما وجهه إليه من وجهه إليه». وذكر ابنُ عطية (٦/ ٢٥٦) أن خُصَيْفًا قال بأن هذه الأسماء قصدها تقسيم متعبدات الأمم. وعلَّق بقوله: «والأظهر أنه قصد بها المبالغة في ذكر المتعبدات». [٤٤٨٩] رجَّح ابنُ القيم (٢/ ٢١٨) قول الحسن مستندًا إلى ظاهر لفظ الآية، فقال: «وهذا ظاهر اللفظ، ولا إشكال فيه بوجه، فإنّ الآية دلت على الواقع، لم تدل على كون هذه الأمكنة -غير المساجد- محبوبة مَرْضِيَّة له، لكنه أخبر أنه لولا دفعه الناس بعضهم ببعض لهدمت هذه الأمكنة التي كانت محبوبة له قبل الإسلام، وأقرَّ منها ما أقر بعده، وإن كانت مسخوطة له كما أقر أهل الذمة، وإن كان يبغضهم ويمقتهم ويدفع عنهم بالمسلمين مع بغضه لهم. وهكذا يدفع عن مواضع متعبداتهم بالمسلمين، وإن كان يبغضها، وهو سبحانه يدفع عن متعبداتهم التي أُقِرُّوا عليها شرعًا وقدرًا، فهو يحب الدفع عنها، وإن كان يبغضها، كما يحب الدفع عن أربابها، وإن كان يبغضهم. وهذا القول هو الراجح -إن شاء الله تعالى-، وهو مذهب ابن عباس في الآية».