٣٢٣٦٧ - قال مقاتل بن سليمان:{يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله} نزلت في المؤمنين، وذلك أنّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أمَرَ الناس بالسَّيْر إلى غزوة تبوك في حَرٍّ شديد (٢)[٢٩٥٠]. (ز)
[تفسير الآية]
٣٢٣٦٨ - عن شريح بن عبيد، قال: قال أبو ثعلبة: اللهُ أحبُّ إليكم أم الدنيا؟ قالوا: بل الله. قال: فما بالُكم {إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض}، فلم تخرجوا حتى يُخْرِجكم الشُّرَطُ من منازلكم؟! وإذا قيل لكم انصرفوا على بركة الله مأذونًا لكم ضربتم أكبادَها وأسهرتم عيونها حتى تبلغوا أهليكم؟! (٣). (ز)
٣٢٣٦٩ - عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- قوله:{اثاقلتم إلى الأرض}، فيقول: حين قعدوا، وأَبَوُا الخروج (٤). (ز)
٣٢٣٧٠ - قال مقاتل بن سليمان:{اثاقلتم إلى الأرض}، فتَثاقلوا عنها (٥). (ز)
٣٢٣٧١ - عن أبي عثمان النهدي، قال: قلتُ: يا أبا هريرة، سمعتُ إخواني بالبصرة يزعُمون أنّك تقول: سمعتُ نبيَّ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:«إنّ الله يجزِي بالحسنةِ ألفَ ألفِ حسنة». فقال أبو هريرة: بل سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:«إنّ الله يجزِي بالحسنةِ ألفَي ألفِ حسنة». ثم تلا هذه الآية:{فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل}. فالدُّنْيا ما مضى منها إلى ما بقِيَ منها عندَ اللهِ قليلٌ، وقال الله:{من ذا الذي يقرض الله قرضًا حسنًا فيضاعفه له أضعافا كثيرة}[البقرة: ٢٤٥]. فكيف الكثيرُ
[٢٩٥٠] قال ابنُ عطية (٤/ ٣١٤): «هذه الآية هي بلا اختلاف نازِلَةٌ عتابًا على تَخَلُّف مَن تخلَّف عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة تبوك».