[٥٧٣١] وجَّه ابنُ عطية (٥/ ٥ ط: دار الكتب العلمية) قول مجاهد بقوله: «لأن كل محسوب محصور، فهو معدّ لأن يُمن به». وذكر ابنُ تيمية (٥/ ٤٥٦) أن عامة المفسرين قالوا: غير منقوص، ولا مقطوع، كما قال تعالى: {وإن لك لأجرا غير ممنون} [القلم: ٣]، ثم بيّن أن قول مجاهد يوافق مقالتهم؛ لأن ما ينتهي مقدر محسوب، بخلاف ما لا نهاية له فإنه غير محسوب. [٥٧٣٢] ذكر ابنُ تيمية (٥/ ٤٥٦ - ٤٥٨) أن هناك من فسر قوله: {غير ممنون} بـ: غير ممنون عليهم، من جنس قوله: {يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا على إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان} [الحجرات: ١٧]، ونسبه ابن كثير (١٢/ ٢١٩) للسُّدّيّ. وانتقده ابنُ تيمية مستندًا لأقوال السلف، والقرآن، والسنة؛ وذلك لمخالفته أقوال السلف، ولأن المنَّة لله على أهل الجنة؛ قال الله تعالى: {بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان} [الحجرات: ١٧]، وقال أهل الجنة: {فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم} [الطور: ٢٧]، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل». وبنحوه قال ابنُ كثير (١٢/ ٢١٩).