٣٥٤٠٣ - قال مقاتل بن سليمان:{ولا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي} فيما أُحَذِّرُكم مِن العذاب {إنْ أرَدْتُ أنْ أنْصَحَ لَكُمْ إنْ كانَ اللَّهُ يُرِيدُ أنْ يُغْوِيَكُمْ} يعني: يُضِلَّكم عن الهدى، فـ {هو ربكم}(٢)[٣٢٠٧]. (ز)
{هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (٣٤)}
٣٥٤٠٤ - عن أبي العالية الرياحي -من طريق الربيع- {وإليه ترجعون}، قال: إليه يرجعون بعد الحياة (٣). (ز)
٣٥٤٠٥ - قال مقاتل بن سليمان:{هو ربكم} ليس له شريك، {وإليه ترجعون} بعد الموت، فيجزيكم بأعمالكم (٤). (ز)
[٣٢٠٧] قال ابنُ عطية (٤/ ٥٦٨ - ٥٦٩ بتصرف): «وقالت فرقة: معنى قوله: {يُغْوِيَكُمْ}: يضلكم، مِن قولهم: غوى الرجل يغوى ... وإذا كان هذا معنى اللفظة ففي الآية حُجَّة على المعتزلة القائلين: إنّ الضلال إنّما هو من العبد». ثم قال: «وقالت فرقة: معنى قوله: {يُغْوِيَكُمْ}: يهلككم، والغوى: المرض والهلاك، وفي لغة طيّء: أصبح فلان غاويًا، أي: مريضًا، والغوى: بَشَمُ الفصيل. قاله يعقوب في الإصلاح. وقيل: فقْده اللبن حتى يموت جوعًا. قاله الفرّاء، وحكاه الطبري. يقال: غوى يغوى، وحكى الزَّهراوي: أنه الذي قُطِع عنه اللبن حتى كاد يهلك ولَمّا يهلك بعدُ. فإذا كان هذا معنى اللفظة زال موضع النظر بين أهل السنة والمعتزلة، وبقي الاحتجاج عليهم بما هو أبين من هذه الآية، كقوله تعالى: {فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإسْلامِ} [الأنعام: ١٢٥] ونحوها. وأعتقد مكيٌّ أنّ للمعتزلة تَعَلُّقًا وحُجَّة بالغة بهذا التأويل، فردَّ عليه وأفرط حتى أنكر أن يكون الغوى بمعنى الهلاك موجودًا في لسان العرب».