وقد ذكر ابنُ عطية (٧/ ٣٢٦) القولين، ووجّه تسمية ما عليه قريش بالملة بقوله: «ويقال لكل ما تتبعه أمة: ملة». وعلّق على الثاني منهما بقوله: «وذلك مُتَّجه؛ لأنها ملة شهيرة فيها التثليث، وأن الإله ليس بواحد». وذكر ابنُ عطية قولًا ثالثًا، فقال: «وقالت فرقة: معنى قولهم: {ما سَمِعْنا} أنه يكون مثل هذا، ولا أنه يقال في الملة الآخرة التي كنا نسمع أنها تكون في آخر الزمان، وذلك أنه قبل مبعث النبي - صلى الله عليه وسلم - كان الناس يستشعرون خروج نبي وحدوث ملة ودين». وعلَّق عليه قائلًا: «ويدل على صحة هذا ما روي من أقوال الأحبار أولي الصوامع، وما روي عن شِقٍّ وسَطِيح، وما كانت بنو إسرائيل تعتقد من أنه يكون منهم».