للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

على فرائضه (١) [٤٥٦٤]. (ز)

{بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ (٧١)}

٥١٩١٧ - عن عبد الله بن عباس -من طريق علي بن أبي طلحة- في قوله: {بل أتيناهم بذكرهم}، قال: بيَّنّا لهم (٢). (١٠/ ٦٠٨)

٥١٩١٨ - قال عبد الله بن عباس: أي: بما فيه فخرُهم وشَرَفُهم (٣). (ز)

٥١٩١٩ - قال الحسن البصري: يعني: القرآن، أنزلنا عليهم فيه ما يأتون، وما يتَّقون، وما يُحَرِّمون، وما يُحِلُّون (٤). (ز)

٥١٩٢٠ - عن قتادة بن دعامة -من طريق مَعْمَر- في قوله: {بل أتيناهم بذكرهم}، قال: هذا القرآن (٥). (١٠/ ٦٠٨)


[٤٥٦٤] انتقد ابنُ عطية (٦/ ٣١١) مستندًا إلى الدلالة العقلية قولَ أبي صالح، والسدي، والكلبي، ومقاتل، ويحيى بن سلام، فقال: «وهذا ليس من نمط الآية». ثم قال أيضًا (٦/ ٣١١ - ٣١٢): «ومَن قال: إن الحق في الآية: الله تعالى؛ تشعَّبَتْ له لفظة {اتَّبَعَ}، وصَعُبَ عليه ترتيبُ الفساد المذكور في الآية؛ لأن لفظة الاتِّباع -على كلا الوجهين- إنما هي استعارة بمعنى أن تكون أهواؤهم يصونها الحق ويقررها، فنحن نجد الله تعالى قد قدَّر كُفْرَ أمم وأهواءهم، فليس في ذلك فساد سماوات، وأما الحق نفسه الذي هو الصواب فلو كان طبْق أهوائهم لفسد كلُّ شيءٍ. فتأمَّلْه». وذكر قولًا آخر ولم ينسبه، وهو أنّ الحق هنا: الصواب والمستقيم، ورجَّحه (٦/ ٣١١ بتصرف) بقوله: «وهذا هو الأحرى». ثم علَّق بقوله: «على أن يكون الحقّ المذكور في قوله تعالى: {بَلْ جاءَهُمْ بِالحَقِّ وأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كارِهُونَ} هو: الذي جاء به محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -». ثم بيَّن وجْه فساد السماوات والأرض في الآية بناءً على هذا المعنى، فقال: «ويستقيم -على هذا- فساد السماوات والأرض ومن فيهن لو كان بحكم هوى هؤلاء، وذلك أنهم جعلوا لله شركاء وأولادًا، ولو كان هذا حقًّا لم تكن لله -تبارك وتعالى- الصِّفات العَلِيَّة، ولو لم يَكُن له لم تَكُن له الصنعة ولا القدرة، وكان ذلك فساد السماوات والأرض ومن فيهن».

<<  <  ج: ص:  >  >>