[٤٩٧٥] اختلف السلف في اللغو الذي ذكر الله على أقوال: الأول: أنه الباطل من القول. الثاني: اللغو في هذا الموضع ما كان أهل الكتاب ألحقوه في كتاب الله مما ليس هو منه. الثالث: هو إيذاء قومهم لهم بعد إسلامهم. وهو قول مجاهد. وقد رجّح ابنُ جرير (١٨/ ٢٨٢) مستندًا إلى السياق القول الثالث، فقال: «وقوله: {أعرضوا عنه} يقول: لم يصغوا إليه ولم يستمعوه، {وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم} وهذا يدل على أنّ اللغو الذي ذكره الله في هذا الموضع إنما هو ماقاله مجاهد من أنه سماع القوم ممن يؤذيهم بالقول ما يكرهون منه في أنفسهم، وأنهم أجابوهم بالجميل من القول». وبنحوه ابنُ عطية (٦/ ٥٩٩)، فقال: «واللَّغْو لغو القول، واليمين لغو حسب الخلاف فيها، وكلام مستمع الخطبة لغو، والمراد من هذا في هذه الآية ما كان سبًّا وأذًى، فأدب أهل الإسلام الإعراض عنه».