وعلَّق ابنُ عطية (٥/ ١٠) على القول الأول بقوله: «وهو عندي على حذف مضاف ولا بُدّ». ثم وجَّهه بأنه مبنيٌّ على أن كُفْر قوم شعيب - عليه السلام - كان جحدًا بالله تعالى وجهلًا به. ورجَّح ابنُ جرير (١٢/ ٥٥٥) مستندًا إلى اللغة القول الأول، وهو قول ابن عباس وما في معناه، وعلَّل (١٢/ ٥٥٨) ذلك بقوله: «لقرب قوله: {واتَّخَذْتُمُوهُ وراءَكُمْ ظِهْرِيًّا} من قوله: {أرَهْطِي أعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ}، فكانت الهاء في قوله: {واتَّخَذْتُمُوهُ} بأن تكون مِن ذكر الله لقرب جوارها منه أشْبَه وأَوْلى». وذكر ابنُ عطية (٥/ ٩) أنّ الظهريّ: الشيء الذي يكون وراء الظهر، وهو يتصرف على وجهين: الأول: إما بأن يُطرَح. والثاني: إما بأن يُسنَد إليه ويُلجَأ. وزاد قولًا آخر عن فرقة: أنّ المعنى: «أترون رهطي أعز عليكم من الله وأنتم تتخذون الله سند ظهوركم وعماد آمالكم». ووجَّهه بأنّه مقتضٍ أنّ قوم شعيب كانوا يُقِرُّون بالخالق الرازق، ويعتقدون الأصنام وسائط ووسائل ونحو هذا، ثم ذكر قول ابن زيد وعلَّق (٥/ ١٠) عليه بقوله: «وهذا كله مما يُسْتَنَد إليه».