رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نساءَه. أفأنزلُ فأخبرهم أنّك لم تطلقْهُنَّ؟ قال:«نعم، إن شئت». فلم أزَل أحدثه حتى تَحَسَّر الغضبُ عن وجهه، وحتى كَشَر (١) فضحك، وكان من أحسن الناس ثغرًا. ثم نزل نبي الله - صلى الله عليه وسلم -، ونزلت، فنزلت أتَشَبَّثُ بالجذع، ونزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كأنما يمشي على الأرض ما يمسه بيده، فقلت: يا رسول الله، إنّما كنت في الغرفة تسعة وعشرين! قال:«إن الشهر يكون تسعًا وعشرين». فقمتُ على باب المسجد، فنادَيْتُ بأعلى صوتي: لم يُطَلِّق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نساءَه. ونَزَلَتْ هذه الآية:{وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم}، فكنتُ أنا استنبطت ذلك الأمر، وأنزل الله - عز وجل - آية التخيير (٢)[١٧٧٩]. (ز)
١٩٢٠٣ - عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- في قوله:{وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به}، يقول: أفْشَوْهُ، وسَعَوا به (٣). (٤/ ٥٤٩)
١٩٢٠٤ - عن عطاء الخراساني، نحو ذلك (٤). (ز)
١٩٢٠٥ - عن عبد الله بن عباس-من طريق ابن جريج- {وإذا جاءهم أمر من الأمن
[١٧٧٩] قال ابنُ عطية (٢/ ١٦٢ - ١٦٣) في نزول الآية: «وقالت فرقة: الآية نازلة في المنافقين، وفي مَن ضَعُف جَلَده عن الإيمان من المؤمنين، وقلَّت تجربته». ثم علّق قائلًا: «فإمّا أن يكون ذلك في أمر السرايا، فإنهم كانوا يسمعون أقوال المنافقين، فيقولونها مع من قالها، ويذيعونها مع من أذاعها، وهم غير متثبتين في صحتها، وهذا هو الدالُّ على قلة تجربتهم، وإما أن يكون ذلك في سائر الأمور الواقعة، كالذي قاله عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما -: إنّه جاء وقوم في المسجد يقولون طلَّق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نساءه ... »، وذكر أثر عمر المروي هنا.