للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[تفسير السورة]

بسم الله الرحمن الرحيم

{وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا (١)}

٧٢٣٥٩ - عن سعيد بن المسيّب، قال: جاء صَبيغٌ التميميّ إلى عمر بن الخطاب، فقال: أخبِرني عن: {والذّاريات ذَرْوًا}. قال: هي الرِّياح، ولولا أني سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقوله ما قلتُه. قال: أخبِرني عن: {فالحامِلاتِ وِقْرًا}. قال: هي السحاب، ولولا أني سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقوله ما قلتُه. قال: أخبِرني عن: {فالجارِياتِ يُسْرًا}. قال: هي السُّفن، ولولا أني سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقوله ما قلتُه. قال: أخبِرني عن: {فالمُقَسِّماتِ أمْرًا}. قال: هُنّ الملائكة، ولولا أني سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقوله ما قلتُه. ثم أمَر به، فضُرب مائة، وجُعِل في بيت، فلمّا برأ دعاه، فضربه مائة أخرى، وحمله على قَتَبٍ (١)، وكتب إلى أبي موسى الأشعري: امنع الناس مِن مجالسته. فلم يزالوا كذلك حتى أتى أبا موسى، فحلَف له بالأيمان المُغلّظة ما يجد في نفسه مما كان يجد شيئًا، فكتب في ذلك إلى عمر، فكتب عمر: ما إخاله إلا قد صدق، فخلِّ بينه وبين مجالسة الناس (٢). (١٣/ ٦٦٣)

٧٢٣٦٠ - عن علي بن أبي طالب -من طريق خالد بن عرعرة- في قوله: {والذّاريات ذَرْوًا} قال: الرِّياح، {فالحامِلاتِ وِقْرًا} قال: السحاب، {فالجارِياتِ يُسْرًا} قال: السّفن، {فالمُقَسِّماتِ أمْرًا} قال: الملائكة (٣). (١٣/ ٦٦٣)


(١) القتب: ما يوضع على ظهر الإبل للحَمْل. النهاية (قتب).
(٢) أخرجه البزار ١/ ٤٢٣ - ٤٢٤ (٢٩٩)، والدارقطني في الأفراد -كما في الإصابة ٣/ ٤٥٩ - ، وابن عساكر في تاريخه ٢٣/ ٤١٠. وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه.
قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مِن وجه من الوجوه إلا من هذا الوجه، وإنما أتى من أبي بكر بن أبي سبرة فيما أحسب؛ لأن أبا بكر ليّن الحديث، وسعيد بن سلام لم يكن من أصحاب الحديث، وإنما ذكرت هذا الحديث إذ لم أحفظه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا من هذا الوجه، فذكرته وبيّنت العلّة فيه». وقال ابن كثير في تفسيره ٧/ ٤١٤: «فهذا الحديث ضعيفٌ رفعه، وأقرب ما فيه أنه موقوف على عمر، فإنّ قصة صَبيغ بن عسل مشهورة مع عمر، وإنما ضربه لأنه ظهر له من أمره فيما يسأل تعنتًا وعنادًا». وقال الهيثمي في المجمع ٧/ ١١٢ - ١١٣ (١١٣٦٥): «رواه البزار، وفيه أبو بكر بن أبي سبرة، وهو متروك». وقال المتقي الهندي في كنز العمال ٢/ ٥١٠ - ٥١١ (٤٦١٧): «سنده ليّن».
(٣) أخرجه عبد الله بن وهب في الجامع -تفسير القرآن ٢/ ٦٦ - ٦٧ (١٣٠)، وعبد الرزاق ٢/ ٢٤١ مختصرًا، والفريابي -كما في تغليق التعليق ٤/ ٣١٨ - ، والحارث بن أبي أسامة (٣٨٥ - بغية الباحث)، وابن جرير ٢١/ ٤٧٩، ٤٨٠، ٤٨١ من طريق محمد بن جبير بن مطعم، وأبي الطفيل، وعلي بن ربيعة، وقتادة، وأبي الصهباء أيضًا، وابن أبي حاتم -كما في تغليق التعليق ٤/ ٣١٨ - ، والحاكم ٢/ ٤٦٦ - ٤٦٧، والبيهقي في شعب الإيمان (٣٩٩١). وعزاه السيوطي إلى سعيد بن منصور، وابن المنذر، وابن الأنباري في المصاحف، والدارقطني في الأفراد.

<<  <  ج: ص:  >  >>