٢١٩٨٤ - قال الحسن البصري: يقولون: قُربُنا من الله وحُبُّه إيانا كقُرْب الولد من والده، وكحُبِّ الوالد ولدَه؛ ليس على حدِّ ما قالت النصارى لعيسى، قال الله للنبي:{قل فلم يعذبكم بذنوبكم}(١)[٢٠١٧]. (ز)
٢١٩٨٥ - عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- قال:{وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه}، أمّا أبناء الله فإنهم قالوا: إنّ الله أوحى إلى إسرائيل أنّ ولدًا من ولدك أُدخِلُهم النار، فيكونون فيها أربعين يومًا، حتى تطهرهم، وتأكل خطاياهم، ثم ينادي منادٍ: أن أخْرِجوا كُلَّ مختون من ولد إسرائيل. فأخرجهم. فذلك قوله:{لن تمسنا النار إلا أياما معدودات}[آل عمران: ٢٤]. وأمّا النصارى فإنّ فريقًا منهم قال للمسيح: ابن الله (٢). (ز)
٢١٩٨٦ - قال مقاتل بن سليمان:{نَحْنُ أبْناءُ اللَّهِ وأَحِبّاؤُهُ} وافتخروا على المسلمين، وقالوا: ما أحد من الناس أعظم عند الله منزلة مِنّا. فقال الله - عز وجل - لمحمد - صلى الله عليه وسلم -: {قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ}(٣). (ز)
٢١٩٨٧ - قال الحسن البصري:{قل فلم يعذبكم بذنوبكم} فجعل منكم القردة والخنازير، لو كان لكم هذا القرب وهذه المحبة ما عذَّبكم، {بل أنتم بشر ممن
[٢٠١٧] ذكر ابنُ عطية (٣/ ١٣٤) أنّ معنى: {قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ}: «أي: لو كانت منزلتكم فوق منازل البشر لَما عذبكم، وأنتم قد أقررتم أنه يعذبكم». ثم وجَّهه بقوله: «وهذا على أن التَّعذيب هو بنار الآخرة». ثم ذكر احتمالًا آخر: «أن يكون المراد: ما كان الله تعالى يعذبهم به في الدنيا». ثم وجَّهه (٣/ ١٣٥) بقوله: «وذلك أنّ بني إسرائيل كانوا إذا أصاب الرجل منهم خطيئة أصبح مكتوبًا على بابه ذِكْرُ ذَنبِه، وذِكْرُ عقوبته، فينفذ ذلك عليه، فهذا تعذيب في الدنيا على الذنوب يُنافي أنّهم أبناء وأحِبّاء».