٤٠٥٥٥ - قال مقاتل بن سليمان:{وآتيناهم آياتنا} يعني: الناقة آية لهم، فكانت ترويهم مِن اللَّبَن في يوم شُرْبِها مِن غير أن يكلفوا مُؤْنة، {فكانوا عنها معرضين} حين لم يَتَفَكَّروا في أمر الناقة وابنها فيعتبروا. فأخبر عنهم، فقال سبحانه:{وكانوا ينحتون من الجبال بيوتا آمنين} مِن أن تقع عليهم الجبالُ إذا نحتوها وجَوَّفوها (٢)[٣٦٢٤]. (ز)
٤٠٥٥٦ - قال مقاتل بن سليمان:{فأخذتهم الصيحة} يعني: صيحة جبريل - عليه السلام - {مصبحين} يومَ السبت، فخمدوا أجمعون، يقول الله - عز وجل -: {فما أغنى عنهم} مِن العذاب الذي نزل بهم {ما كانوا يكسبون} مِن الكفر والتكذيب، فعقروا الناقة يوم الأربعاء، فأهلكهم الله يوم السبت (٣). (ز)
[آثار متعلقة بالآية]
٤٠٥٥٧ - عن عبد الله بن عمر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأصحاب الحِجْر:«لا تدخلوا على هؤلاء القوم إلا أن تكونوا باكين، فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم؛ أن يصيبكم مثل ما أصابهم»(٤). (٨/ ٦٤٤)
[٣٦٢٤] نقل ابنُ عطية (٥/ ٣١٤) في معنى: {آمِنِينَ} ثلاثة أقوال: الأول: آمنين مِن انهدامها. الثاني: من حوادث الدنيا. الثالث: مِن الموت؛ لاغترارهم بطول الأعمار. ثم انتقدها قائلًا: «وهذا كله ضعيف». ثم قال مرجِّحًا بالأصحّ الأظهر: «وأصحُّ ما يظهر في ذلك: أنهم كانوا يأمنون عواقب الآخرة، فكانوا لا يعملون بحسبها، بل كانوا يعملون بحسب الأمن منها».