وكذا رجَّحه ابنُ تيمية (٦/ ٩٤) مستندًا إلى اللغة، فقال: «وظاهر القرآن يدل على أنهما يكتبان الجميع؛ فإنه قال: {ما يلفظ من قول} نكرة في سياق الشرط مؤكدة بحرف {من}؛ فهذا يعمّ كل قوله». وبنحوه قال ابنُ كثير (١٣/ ١٨٦). [٦١٣٥] ذكر ابن عطية (٨/ ٤١) أنه روي أنّ رجلًا قال لجمله: حَلْ. فقال مَلك اليمين: لا أكتبها. وقال مَلك الشمال: لا أكتبها. فأوحى الله إلى مَلك الشمال: أن اكتب ما ترك ملك اليمين. ثم قال: «وروي نحوه عن هشام الحِمصيّ». ثم علَّق بقوله: «وهذه اللفظة إذا اعتُبرت فهي بحسب مشيئته ببعيره، فإن كان في طاعة فإنّ» حل «حسنة، وإن كان في معصية فهي سيئة، والمتوسط بين هذين عسِر الوجود، ولابد أن يقترن بكل أحوال المرء قرائن تخلصها للخير أو لخلافه».