للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أبو جهل في نفر مِن قريش، فقالوا: خيَّبكم الله مِن ركبٍ، بَعَثَكم مَن وراءكم مِن أهل دينكم تَرْتادُون لهم لتأتوهم بخبر الرجل، فلم تطمأنّ مجالسُكم عنده حتى فارقتم دينكم، فصدَّقتموه بما قال لكم! ما نعلم ركبًا أحمقَ منكم. أو كما قالوا لهم، فقالوا: سلامٌ عليكم، لا نُجاهلكم، لنا أعمالنا، ولكم أعمالكم، لا نألوا أنفسنا خيرًا. ويُقال: إنّ النفر النصارى مِن أهل نجران. فاللهُ أعلم أي ذلك كان، ويقال -والله أعلم-: أنّ فيهم نزلت هؤلاء الآيات: {الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون} إلى قوله: {لا نبتغي الجاهلين} (١). (ز)

٥٨٩٣٠ - قال يحيى بن سلّام: {الذين آتيناهم الكتاب من قبله} مِن قبل القرآن؛ {هم به} بالقرآن {يؤمنون} يعني: مَن آمن مِن أهل الكتابين، يعني: مَن كان مُسْتَمْسِكًا بدين موسى وعيسى، ثم آمن بمحمد - صلى الله عليه وسلم - ... وقال بعضهم: هم مسلمو أهل الإنجيل (٢) [٤٩٧٣]. (ز)

{وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ (٥٣)}

٥٨٩٣١ - عن عبيد، قال: سمعتُ الضحاك بن مزاحم يقول في قوله: {الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون} إلى قوله: {من قبله مسلمين}: ناس مِن أهل الكتاب آمنوا بالتوراة والإنجيل، ثم أدركوا محمدًا - صلى الله عليه وسلم -، فآمنوا به، فآتاهم الله أجرهم مرتين بما صبروا؛ بإيمانهم بمحمد - صلى الله عليه وسلم - قبل أن يُبعَث، وباتباعهم إياه حين بعث، فذلك قولهم: {إنا كنا من قبله مسلمين} (٣). (ز)

٥٨٩٣٢ - عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- في قوله: {وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به إنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين}: يعني: إبراهيم، وإسماعيل، وموسى، وعيسى، وتلك الأمم، وكانوا على دين محمد - صلى الله عليه وسلم -. قوله: {مسلمين}


[٤٩٧٣] ذكر ابنُ عطية (٦/ ٥٩٨) في عود الضمير في {قبله} احتمالين: الأول: أن يعود على النبي - صلى الله عليه وسلم -. الثاني: أن يعود على القرآن. ثم رجّح مستندًا إلى السياق القولَ الثاني بقوله: «وما بعد يؤيد هذا».

<<  <  ج: ص:  >  >>