للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

النبي - صلى الله عليه وسلم - لَمّا بلغه إقبال المشركين مِن مكة أمَر بحفر الخندق، فحفر كلُّ بني أبٍ على حِدَة، وصار سلمان الفارسي في بني هاشم، فأتى سلمان على صخرة فلم يستطع قلعها، فأخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - المعول من سلمان، فضرب به ثلاث ضربات، فانصدع الحجر، وسطع نور من الحجر كأنه البرق، فقال سلمان: يا رسول الله، لقد رأيتُ مِن الحجر أمرًا عجيبًا وأنت تضربه. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «وهل رأيت؟». قال: نعم. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «رأيت في الضربة الأولى [قرى] اليمن، وفي الضربة الثانية أبيض المدائن، وفي الضربة الثالثة مدائن الروم، ولقد أوحى الله - عز وجل - إلَيَّ بأنّه يفتحهن على أُمَّتي». فاستبشر المؤمنون، وفشا ذلك في المسلمين، فلما رأوا شدة القتال والحصر ارتاب المنافقون، فأساءوا القول، قال مُعَتِّب بن قُشَير بن عدي الأنصاري من الأوس من بني عمرو بن عوف: يعِدنا محمد فتح قصور اليمن وفارس والروم، ولا يستطيع أحدُنا أن يبرز إلى الخلاء حتى يوضع فيه سهم؟! هذا -واللهِ- الغرورُ مِن قول ابن عبد المطلب. وتابعه على ذلك نفر؛ فأنزل الله تعالى: {وإذْ يَقُولُ المُنافِقُونَ والَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} يعني: كفرًا {ما وعَدَنا اللَّهُ ورَسُولُهُ إلّا غُرُورًا} (١). (ز)

[تفسير الآية]

٦١٨٠٦ - عن عبد الله بن عباس، قال: {هُنالِكَ ابْتُلِيَ المُؤْمِنُونَ وزُلْزِلُوا زِلْزالًا شَدِيدًا * وإذْ يَقُولُ المُنافِقُونَ والَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ما وعَدَنا اللَّهُ ورَسُولُهُ إلّا غُرُورًا}، يقول: مُعتِّب بن قُشَير، ومَن كان معه على رأيه (٢). (١١/ ٧٤٤)

٦١٨٠٧ - عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح - في قوله: {وإذْ يَقُولُ المُنافِقُونَ}، قال: تكلموا بما في أنفسهم مِن النفاق، وتكلم المؤمنون بالحق والإيمان، {قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله} (٣). (١١/ ٧٤٩)

٦١٨٠٨ - عن الحسن البصري: {والَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} الشرك (٤). (١١/ ٧٤٩)

٦١٨٠٩ - عن قتادة بن دعامة، في قوله: {والَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ}: النِّفاق (٥). (ز)

٦١٨١٠ - عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- في قوله تعالى: {ما وعَدَنا اللَّهُ


(١) تفسير مقاتل بن سليمان ٣/ ٤٧٨.
(٢) عزاه السيوطي إلى ابن إسحاق، وابن مردويه.
(٣) أخرجه ابن جرير ١٩/ ٣٧ - ٣٨ بنحوه. وعزاه السيوطي إلى الفريابي، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.
(٤) علقه يحيى بن سلام ٢/ ٧٠٥.
(٥) علقه يحيى بن سلام ٢/ ٧٠٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>