وعلَّق ابنُ عطية (٦/ ٤٢٦) على القول الأول بقوله: «وفي هذا الإخبار خِزْيٌ وتوبيخ». ورجَّح ابنُ جرير (١٧/ ٤٢٠) مستندًا إلى السياق القول الأول، وهو قول مجاهد، فقال: «وهو أن يكون خبرًا عن الذين كذبوا الكافرين في زعمهم أنهم دعَوهم إلى الضلالة وأمروهم بها، على ما قاله مجاهد من القول الذي ذكرناه عنه أشبه وأولى؛ لأنه في سياق الخبر عنهم». ووجَّه قول ابن زيد -وهو القول الثاني- قائلًا: «فوجَّه ابن زيد تأويل قوله: {فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ} إلى: فقد كذبكم -أيها المؤمنون- المكذبون بما جاءهم به محمدٌ من عند الله بما تقولون من الحق». ثم ذكر (١٧/ ٤٢٢) قراءة ابن مسعود: (فَما يَسْتَطِيعُونَ لَكَ صَرْفًا)، وعلَّق صحة تأويل ابن زيد على صحة هذه القراءة، فقال بعد أن ذكر قراءة ابن مسعود: «فإن تكن هذه الرواية عنه صحيحة صحَّ التأويل الذي تأوَّله ابن زيد في قوله: {فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ بِما تَقُولُونَ}، ويصير قوله: {فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ} خبرًا عن المشركين أنهم كذبوا المؤمنين». ثم بيَّن معنى: {فَما تَسْتَطِيعُونَ صَرْفًا ولا نَصْرًا} على هذه القراءة، فقال: «ويكون تأويل قوله حينئذٍ: {فَما تَسْتَطِيعُونَ صَرْفًا ولا نَصْرًا}: فما يستطيع -يا محمد- هؤلاء الكفار لك صرفًا عن الحق الذي هداك الله له، ولا نصرَ أنفسهم مما بهم من البلاء الذي هم فيه بتكذيبهم إياك».