للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مرويات أُخرى في التفسير عن غير مجاهد (١)، مما يضعف صحة نسبته إلى مجاهد؛ إذا كانت نسبته إليه بمعنى أنه كتبه، ولا يلزم من وجود مرويات أُخرى في التفسير عن غير مجاهد عدم صحة نسبته لمجاهد باعتبار أن أكثره له، ويلاحظ أن أغلب هذه الروايات جاءت من طريق آدم بن أبي إياس (٢)، الذي اشتهر بأن له كتابًا في التفسير؛ ولهذا ذهب الدكتور حكمت بشير ياسين إلى أن هذا الكتاب هو تفسير آدم بن أبي إياس (٣).

من هنا تعاملنا مع هذا المصدر كالتالي:

١ - ما كان تفسيرًا لمجاهد عزوناه إلى هذا الكتاب بعنوانه السابق "تفسير مجاهد" مباشرة.

٢ - ما كان من تفسير غير مجاهد عزوناه إلى آدم بن أبي إياس مصرحين بأنه أخرجه أو إلى راويه في الكتاب، ثم ننبه إلى المصدر بعبارة (كما في تفسير مجاهد).

وجميع ما في هذا الكتاب موجود في تفسير ابن جرير وغيره من نفس الطريق أو من طرق أخرى عن ابن أبي نجيح، أو من طريق غيره كليث بن أبي سليم وابن جريج.

٢ - " تفسير مقاتل بن سليمان" (ت: ١٥٠ هـ):

وهو أقدم تفسير كامل للقرآن وصل إلينا، ومن أهم المصادر التي انفردت بها الموسوعة عن الدر المنثور؛ وقد نقل السيوطي آثارًا قليلة عن مقاتل بن سليمان بواسطة كتب البيهقي (٤)، مع سعة اطلاعه وكثرة مصادره وموارده من مختلف الفنون وشتى التصانيف؛ فهل تعسر عليه الوقوف على تفسير مقاتل بن سليمان (٥)؟ أم كان يرى عدم صحة نسبة الكتاب إلى مقاتل؟!

وقد جاءت مرويات كثيرة جدًّا في تفسيري الثعلبي والبغوي عن مقاتل مهملًا دون تمييز؛ أكثرها بنحو ما في تفسير مقاتل بن سليمان، كما أشرنا إلى ذلك في حاشية


(١) ينظر: مقدمة تحقيقه تفسير مجاهد ص ١٧٦.
(٢) ينظر: مقدمة تحقيقه تفسير مجاهد ص ١٨١ - ١٨٥.
(٣) ينظر: المستدرك على تاريخ التراث العربي (قسم التفسير) ٢/ ٢٣، ١٠٣.
(٤) ينظر مثال ذلك: الدر المنثور ٤/ ٣١٤، ١٢/ ٢٥، ٢٥/ ٤١٨.
(٥) وقد وقف عليه الحافظ ابن حجر وأفاد منه في الفتح. ينظر مثلًا: ٣/ ٦٢١، ٥/ ٤١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>