للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٣٨٦٦ - عن مقاتل بن حيّان -من طريق بُكَيْر بن معروف- قوله: {وليبدلنهم من بعد خوفهم امنًا يعبدونني لا يشركون بي شيئًا}: فقد فعل الله بهم ذلك وبِمَن كان بعدهم مِن هذه الأمة؛ فمكَّن لهم في الأرض، وأبدلهم أمنًا بعد خوفهم، وبسط لهم في الرزق، ونصرهم على الأعداء (١). (ز)

٥٣٨٦٧ - قال يحيى بن سلّام: {وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم} أي: سينصرهم بالإسلام حتى يُظهِرهم على الدين كله، فيكونوا الحُكّام على أهل الأديان ... ، {وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا} كقوله: {واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس} فارس والروم، {فآواكم وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات} [الأنفال: ٢٦] (٢). (ز)

[آثار متعلقة بالآية]

٥٣٨٦٨ - عن عبد الرحمن بن يزيد، عن سليم بن عامر الكلاعي، قال: سمعتُ المقدادَ بن الأسود يقول: سمعتُ رسول الله يقول: «لا يبقى على ظهر الأرض بيتُ مَدَرٍ ولا وبَرٍ (٣) إلا أدخله الله كلمةَ الإسلام، بعِزِّ عزيز أو ذُلِّ ذليل، إمّا يُعِزُّهم الله فيجعلهم مِن أهلها، وإما يُذِلُّهم الله فيَدينون لها» (٤). (ز)

٥٣٨٦٩ - عن عدي بن حاتم، قال: بينا أنا عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - إذ أتاه رجلٌ، فشكى إليه الفاقة، ثم أتاه آخرُ، فشكى إليه قطع السبيل، فقال: «يا عديُّ، هل رأيت الحِيرة؟» قلت: لم أرَها، وقد أُنبِئت عنها. قال: «فإن طالت بك حياةٌ فلَتَرَيَنَّ الظَعِينةَ (٥) ترتحل مِن الحيرة حتى تطوف بالكعبة، لا تخاف أحدًا إلا الله». قلتُ فيما بيني وبين نفسي: فأين دُعّار (٦) طيء الذين قد سَعَّروا البلاد؟! «ولئن طالت بك حياة لتفتحن كنوز كسرى». قلت: كسرى بن هرمز؟ قال: «كسرى بن هرمز، لئن طالت بك حياة لترين الرجل يُخْرِج مِلْءَ كفِّه مِن ذهب وفضة يطلب مَن يقبله منه فلا يجد أحدًا يقبله منه، وليلقين اللهَ أحدُكم يوم القيامة وليس بينه وبينه ترجمان يترجم، فليقولن له: ألم أبعث إليك رسولًا فيبلغك؟ فيقول: بلى. فيقول: ألم أُعطِك مالًا، وأُفَضِّل عليك؟ فيقول: بلى. فينظر عن يمينه فلا يرى إلا جهنم، وينظر عن يساره فلا يرى إلا جهنم». قال عدي: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «اتقوا النارَ، ولو بشق تمرة، فمَن لم يجد فبكلمة طيبة». قال عدي: فرأيت الظعينة ترتحل مِن الحيرة حتى تطوف بالكعبة، لا تخاف إلا الله، وكنت مِمَّن افتتح كنوز كسرى بن هرمز، ولئن طالت بكم حياةٌ


(١) أخرجه ابن أبي حاتم ٨/ ٢٦٢٩.
(٢) تفسير يحيى بن سلّام ١/ ٤٥٨.
(٣) المَدَر: الطين المتماسك. النهاية (مدر). والوَبَر: صُوفُ الإبل والأَرانب ونَحْوِها. اللسان (وبر).
(٤) أخرجه أحمد ٣٩/ ٢٣٦ (٢٣٨١٤)، والحاكم ٤/ ٤٧٦ (٨٣٢٤)، وابن حبان ١٥/ ٩١ - ٩٣ (٦٦٩٩، ٦٧٠١)، ويحيى بن سلّام ١/ ٤٥٨ - ٤٥٩.
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح، على شرط الشيخين، ولم يخرجاه».
(٥) الظعينة: الراحلة التي يُرحَل ويُظْعَنُ عليها. وقيل الظعينة: المرأة في الهَوْدَج، ثم أطلق على الهودج بلا امرأة، وعلى المرأة بلا هودج. النهاية (ظعن).
(٦) الدّعار: قُطّاع الطريق. النهاية (دعر).

<<  <  ج: ص:  >  >>