للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إلا هذه الآية: «يُضَعَّفْ لَها العَذابُ ضِعْفَيْنِ» من أجل {ضعفين} (١) [٥٢٢٦]. (ز)

[تفسير الآية]

٦٢٠٩١ - عن سعيد بن جبير، في قوله: {يُضاعَفْ لَها العَذابُ ضِعْفَيْنِ}، قال: يُجعل عذابهن ضعفين، ويُجعل على مَن قذفهن الحد ضعفين (٢). (١٢/ ٢٦)

٦٢٠٩٢ - عن عطاء بن يسار -من طريق محمد بن أبي حرملة- في قوله: {يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين}: يعني: في الآخرة (٣). (ز)

٦٢٠٩٣ - عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- في قوله: {يُضاعَفْ لَها العَذابُ ضِعْفَيْنِ}، قال: عذاب الدنيا، وعذاب الآخرة (٤). (١٢/ ٢٦)


[٥٢٢٦] علّق ابن جرير (١٩/ ٩١) على هذه القراءة فقال: «واختلفت القراء في قراءة ذلك، فقرأته عامة قراء الأمصار: {يضاعف لها العذاب} بالألف، غير أبي عمرو، فإنه قرأ ذلك: «يُضَعَّفْ» بتشديد العين تأولًا منه في قراءته ذلك أن يضعف، بمعنى: تضعيف الشيء مرة واحدة، وذلك أن يجعل الشيء شيئين، فكأن معنى الكلام عنده: أن يجعل عذاب من يأتي من نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - بفاحشة مبينة في الدنيا والآخرة مثلي عذاب سائر النساء غيرهن، ويقول: إن {يضاعف} بمعنى: أن يجعل إلى الشيء مثلاه، حتى يكون ثلاثة أمثاله فكأن معنى مَن قرأ {يضاعف} عنده كان أن عذابها ثلاثة أمثال عذاب غيرها من النساء من غير أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلذلك اختار «يُضَعَّفْ» على {يضاعف}».
ثم رجّح قراءة ذلك {يضاعف} فقال: «والصواب من القراءة في ذلك ما عليه قراء الأمصار، وذلك {يضاعف}». ثم انتقد لمخالفته إجماع الحجة قراءة التضيعف، فقال: «وأما التأويل الذي ذهب إليه أبو عمرو فتأويل لا نعلم أحدًا من أهل العلم ادعاه غيره، وغير أبي عبيدة معمر بن المثنى، ولا يجوز خلاف ما جاءت به الحجة مجمعة عليه بتأويل لا برهان له من الوجه الذي يجب التسليم له».

<<  <  ج: ص:  >  >>