للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مسجدًا -يعني: مسجد بيت المقدس- لا أسمع فيه صوت منقار ولا ميشار (١). فقالت له الشياطين: إنّ في البحر شيطانًا، فلعلك إن قدرت عليه أن يخبرك بذلك. وكان ذلك الشيطان يرد كل سبعة أيام عينًا يشرب منها، فعمدت الشياطين إلى تلك العين، فنزحتها، ثم ملأتها خمرًا، فجاء ذلك الشيطان، فقال: إنّك لطيبة الريح، ولكنك تُسفِّهين الحليم، وتزيدين السفيه سفهًا. ثم ذهب فلم يشرب، ثم أدركه العطش، فرجع، فقال مثل ذلك ثلاث مرات، ثم إنه كرع فشرب فسكر، فأخذوه، فجاءوا به إلى سليمان، فأراه سليمان خاتمه، فلما رآه ذلَّ له، وكان ملك سليمان في خاتمه، فقال سليمان: إني قد أمرت أن أبني مسجدًا فلا أسمع فيه صوت منقار ولا ميشار. فأمر الشياطين بزجاجة فصنعت له، ثم وضعت على بيض الهدهد، فجاء الهدهد ليربض على بيضه فلم يقدر عليه، فذهب، فقال الشيطان: انظروا ما يأتي به الهدهد فخذوه. فجاء بالماس، فوضعه على الزجاجة، ففلقها، فأخذوا الماس، فجعلوا يقطعون به الحجارة قطعًا حتى بنى بيت المقدس (٢). (١٢/ ٥٧٤)

{اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا}

٦٣١٩٧ - عن عبد الله بن عباس، في قوله: {اعْمَلُوا آلَ داوُودَ شُكْرًا}، قال: اعملوا شكرًا لله على ما أنعم به عليكم (٣).

(١٢/ ١٧٥)

٦٣١٩٨ - عن أبي عبد الرحمن الحُبُلِّي -من طريق زهرة بن معبد- قال: {اعْمَلُوا آلَ داوُودَ شُكْرًا} الصلاة شكر، والصيام شكر، وكل خير تعمله لله شكر، وأفضل الشكر الحمد (٤). (ز)

٦٣١٩٩ - عن محمد بن كعب القرظي -من طريق موسى بن عبيدة- في قوله: {اعْمَلُوا آلَ داوُودَ شُكْرًا}، قال: الشكر: تقوى الله، والعمل بطاعته (٥). (١٢/ ١٧٦)


(١) المئشار، بالهمز: هو المنشار، بالنون. وقد يترك الهمز. لسان العرب (أشر).
(٢) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/ ١٦٤ - ١٦٥، وفي مصنفه (٩٧٥٣)، وابن جرير ٢٠/ ٨٩ - ٩١. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر. وسيأتي بنحوه في سورة ص.
(٣) عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.
(٤) أخرجه عبد الله بن وهب في الجامع في تفسير القرآن ١/ ١٤٢ (٣٣١)، وابن جرير ١٩/ ٢٣٦.
(٥) أخرجه ابن جرير ١٩/ ٢٣٥ - ٢٣٦، وابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير ٦/ ٤٨٨ - . وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.

<<  <  ج: ص:  >  >>