وقد رجَّح ابنُ جرير (١/ ٣٩٤ - ٣٩٥) مستندًا إلى عموم الآية قولَ ابن عباس وقتادة، فقال: «والذي هو أوْلى بتأويل قوله: {وأنتم تعلمون} -إذ كان ما كان عند العرب من العلم بوحدانية الله، وأنه مبدع الخلق وخالقهم ورازقهم، نظير الذي كان من ذلك عند أهل الكتابين، ولم يكن في الآية دلالة على أن الله جل ثناؤه عنى بقوله: {وأنتم تعلمون} أحدَ الحزبين، بل مَخْرَج الخطاب بذلك عامٌّ للناس كافة لهم؛ لأنه تحدى الناس كلهم بقوله: {يا أيها الناس اعبدوا ربكم} - أن يكون تأويله ما قاله ابن عباس وقتادة، من أنه يعني بذلك كُلَّ مكلف عالمٍ بوحدانية الله، وأنه لا شريك له في خلقه، يشرك معه في عبادته غيره، كائنًا مَن كان من الناس، عربيًّا كان أو أعجمِيًّا، كاتبًا أو أُمِّيًّا». وزاد ابن عطية (١/ ١٤٦) قولًا آخر نقله عن ابن فورك، فقال: «وقال ابن فورك: يحتمل أن تتناول الآية المؤمنين». ثم وجَّهه بقوله: «فالمعنى: لا ترتدوا أيها المؤمنون وتجعلوا الله أندادًا بعد علمكم الذي هو نفي الجهل بأن الله واحد».