وذهب ابنُ جرير (١٥/ ٦٢) إلى العموم، فقال: «وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يُقال: أمر الله تبارك وتعالى نبيه - صلى الله عليه وسلم - أن يخبر المشركين أنّ الحق قد جاء، وهو كل ما كان لله فيه رضًا وطاعة، وأن الباطل قد زهق، يقول: وذهب كل ما كان لا رضًا لله فيه ولا طاعة، مما هو له معصية وللشيطان طاعة، وذلك أن الحق هو كل ما خالف طاعة إبليس، وأن الباطل هو كل ما وافق طاعته، ولم يخصص الله -عز ذكره- بالخبر عن بعض طاعاته، ولا ذهاب بعض معاصيه، بل عمَّ الخبر عن مجيء جميع الحق، وذهاب جميع الباطل، وبذلك جاء القرآن والتنزيل، وعلى ذلك قاتل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أهل الشرك بالله، أعني: على إقامة جميع الحق، وإبطال جميع الباطل». وبنحوه ابنُ عطية (٥/ ٥٣١)، فقال: «والصواب تعميم اللفظ بالغاية الممكنة، فيكون التعبير: جاء الشرع بجميع ما انطوى فيه، وزَهَقَ الكفر بجميع ما انطوى فيه».