للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مثل قوله سبحانه: {فإذا هو زاهق} [الأنبياء: ١٨]، يعني: ذاهب (١). (ز)

٤٣٨٧١ - قال يحيى بن سلّام: قوله: {وقل جاء الحق} وهو القرآن، {وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا} والزهوق: الدّاحِض الذاهب (٢) [٣٩٠٩]. (ز)

{وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا (٨٢)}

٤٣٨٧٢ - عن أُوَيْسٍ القَرَنيِّ -من طريق أسير بن جابر- قال: لم يُجالِسْ هذا القرآنَ أحدٌ إلا قام عنه بزيادةٍ أو نقصانٍ؛ قضاءً مِن الله الذي قضى: {شِفَآءٌ ورَحمَةٌ لِلمُؤمِنِينَ ولا يَزِيدُ الظّالِمِينَ إلا خَسارًا} (٣). (٩/ ٤٣٠)

٤٣٨٧٣ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- وفي قوله: {ونُنَزِلُ مِنَ القُرءَآنِ ما هُوَ شِفآءٌ} قال: إنّ الله جعَل هذا القرآنَ شفاءً ورحمةً للمؤمنين؛ إذا سَمِعه المؤمنُ انتفَع به وحَفِظه ووعاه، {ولا يَزِيدُ الظّالِمِينَ إلّا خَسارًا} لا ينتفِعُ به، ولا يَحفَظُه،


[٣٩٠٩] اختُلِف في معنى الحق والباطل في قوله: {وقل جاء الحق وزهق الباطل} على أقوال: الأول: أن الحق: هو القرآن. والباطل: هو الشيطان. الثاني: أن الحق: عبادة الله تعالى. والباطل: عبادة الأصنام. الثالث: أن الحق: الجهاد. والباطل: الشرك. الرابع: الحق: هو الإيمان. والباطل: هو الكفر. ذكره ابنُ عطية (٥/ ٥٣١).
وذهب ابنُ جرير (١٥/ ٦٢) إلى العموم، فقال: «وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يُقال: أمر الله تبارك وتعالى نبيه - صلى الله عليه وسلم - أن يخبر المشركين أنّ الحق قد جاء، وهو كل ما كان لله فيه رضًا وطاعة، وأن الباطل قد زهق، يقول: وذهب كل ما كان لا رضًا لله فيه ولا طاعة، مما هو له معصية وللشيطان طاعة، وذلك أن الحق هو كل ما خالف طاعة إبليس، وأن الباطل هو كل ما وافق طاعته، ولم يخصص الله -عز ذكره- بالخبر عن بعض طاعاته، ولا ذهاب بعض معاصيه، بل عمَّ الخبر عن مجيء جميع الحق، وذهاب جميع الباطل، وبذلك جاء القرآن والتنزيل، وعلى ذلك قاتل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أهل الشرك بالله، أعني: على إقامة جميع الحق، وإبطال جميع الباطل».
وبنحوه ابنُ عطية (٥/ ٥٣١)، فقال: «والصواب تعميم اللفظ بالغاية الممكنة، فيكون التعبير: جاء الشرع بجميع ما انطوى فيه، وزَهَقَ الكفر بجميع ما انطوى فيه».

<<  <  ج: ص:  >  >>