للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الدنيا بعضهم من بعض (١). (ز)

١٧٠٧ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- {ولا يؤخذ منها عدل}، قال: لو أنّ لها ملء الأرض ذهبًا لم يُقْبَل منها؛ لم يُؤْخَذ منها فداء. قال: ولو جاءت بكل شيء لم يُقْبَل منها (٢) [٢١٩]. (ز)

{وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (٤٨)}

١٧٠٨ - عن الحسن البصري -من طريق عَبّاد بن منصور- {ولا هُمْ يُنْصَرُونَ}، ... قال: يوم القيامة (٣) [٢٢٠]. (ز)


[٢١٩] ذكر ابنُ جرير (١/ ٦٣٧ - ٦٣٩) أنّ العدل في كلام العرب: الفدية. واستدل له بلغة العرب، وأقوال السلف، والسُّنَّة، والنّظائر، ولم يذكر قولًا غيرَه. ووجَّه تفسير العدل بالفدية بقوله: «وإنّما قيل للفدية من الشيء والبدل منه: عدل؛ لمعادلته إياه وهو من غير جنسه، ومصيره له مِثلًا من وجه الجزاء، لا من وجه المشابهة في الصورة والخلقة، كما قال -جل ثناؤه-: {وإن تعدل كل عدل لا يؤخذ منها} [الأنعام: ٧٠]، بمعنى: وإن تُفْدَ كل فدية لا يؤخذ منها».
ورجَّح ابنُ كثير (١/ ٣٩٤ - ٣٩٥ بتصرف) هذا المعنى بقوله: «وهو أظهر في تفسير هذه الآية، وقد ورد حديثٌ يقويه، قيل: يا رسول الله، ما العدل؟ قال: «العدل الفدية»».

[٢٢٠] ذكر ابنُ جرير (١/ ٦٣٩ - ٦٤٠): أنّ تأويل قوله: {ولا هم ينصرون}: أنهم يومئذ لا ينصرهم ناصر، كما لا يشفع لهم شافع، ولا يقبل منهم عدل ولا فدية. ثم ذكر أقوالًا أخرى لم يسندها في معنى {ولا هم ينصرون}، فقال: «وقد قال بعضهم في معنى قوله: {ولا هم ينصرون}: وليس لهم من الله يومئذ نصير ينتصر لهم من الله إذا عاقبهم. وقد قيل: ولا هم ينصرون بالطلب فيهم والشفاعة والفدية» ? {م}.
ثم رجَّح مستندًا إلى النظائر، وأحوال النزول القول الأول بقوله: «والقول الأول أولى بتأويل الآية؛ لِما وصفنا مِن أنّ الله -جل ثناؤه- إنما أعلم المخاطبين بهذه الآية أنّ يوم القيامة يوم لا فدية لمن استحق من خلقه عقوبته، ولا شفاعة فيه، ولا ناصر له، وذلك أنّ ذلك قد كان لهم في الدنيا، فأخبر أنّ ذلك يوم القيامة معدوم لا سبيل لهم إليه».

<<  <  ج: ص:  >  >>