٨٠٦٠٨ - قال مقاتل بن سليمان:{إنَّ هَذِهِ} إن هذا السواد والحُسن والقُبح {تَذْكِرَةٌ} يعني: عِبرة، {فَمَن شاءَ اتَّخَذَ إلى رَبِّهِ سَبِيلًا} يعني: فمَن شاء اتخذ في هذه التّذْكِرة فيَعتبر فيَشكر الله ويُوحّده، ويتخذ طريقًا إلى الجنة (٢)[٦٩٥٤]. (ز)
٨٠٦٠٩ - عن ابن عباس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لعَن الله القدرية، وقد فعل، لعَن الله القدرية، وقد فعل، لعَن الله القدرية، وقد فعل؛ ما قالوا كما قال الله، ولا قالوا كما قالت الملائكة، ولا قالوا كما قالت الأنبياء، ولا قالوا كما قال أهل الجنة، ولا قالوا كما قال أهل النار، ولا قالوا كما قال الشيطان. قال الله:{وما تَشاءُونَ إلّا أنْ يَشاءَ الله}، وقالت الملائكة:{لا عِلْمَ لَنا إلّا ما عَلَّمْتَنا}[البقرة: ٣٢]، وقالت الأنبياء في قصة نوح:{ولا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إنْ أرَدْتُ أنْ أنْصَحَ لَكُمْ إنْ كانَ اللَّهُ يُرِيدُ أنْ يُغْوِيَكُمْ}[هود: ٣٤]، وقال أهل الجنة:{وما كُنّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أنْ هَدانا اللَّهُ}[الأعراف: ٤٣]، وقال أهل النار:{رَبَّنا غَلَبَتْ عَلَيْنا شِقْوَتُنا}[المؤمنون: ١٠٦]، وقال الشيطان:{رَبِّ بِما أغْوَيْتَنِي}[الحجر: ٣٩]»(٣). (١٥/ ١٧٠ - ١٧١)
٨٠٦١٠ - قال مقاتل بن سليمان:{وما تَشاءُونَ} أنتم أن تَتخذوا إلى ربّكم سبيلًا {إلّا أنْ يَشاءَ اللَّهُ} فهوَّن عليكم عمل الجنة، {إنَّ اللَّهَ كانَ عَلِيمًا} يعني: بأهل الجنة، {حَكِيمًا} إذ حكم على أهل الشقاء النار (٤). (ز)
[٦٩٥٤] ذكر ابنُ عطية (٨/ ٥٠٠) أنّ قوله تعالى: {إن هذه تذكرة} يحتمل أن يشير إلى هذه الآية، أو إلى السورة بأسْرها، أو إلى الشريعة بجملتها.