وجمع ابنُ القيم (٣/ ٣٢٩) بين القولين، فقال: «والتحقيق أن الآية تتناول النوعين».وذكر ابنُ عطية (٨/ ٦٤١) أنه «على قول مَن قال: إنّ السّائِلَ هنا هو السائل عن العلم والدين، وليس بسائل المال، وهو قول أبي الدّرداء والحسن وغيرهما. فقد جاء قوله تعالى: {وأَمّا السّائِلَ فَلا تَنْهَر} بإزاء قوله تعالى: {ووَجَدَكَ ضالًّا فَهَدى}، وبإزاء قوله: {ووَجَدَكَ عائِلًا فَأَغْنى}، قوله تعالى: {وأَمّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ}، وأمّا مَن قال: إنّ السّائِلَ سائل المال المحتاج، وهو قول الفراء وجماعة، فقد جعلها -أي قوله: {وأَمّا السّائِلَ فَلا تَنْهَر} - بإزاء قوله تعالى: {ووَجَدَكَ عائِلًا فَأَغْنى}، وجعل قوله تعالى: {وأَمّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} بإزاء قوله تعالى: {ووَجَدَكَ ضالًّا فَهَدى}».
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute