٧٦٠٥٥ - قال مقاتل بن سليمان:{اتَّخَذُوا أيْمانَهُمْ} يعني: حَلِفهم {جُنَّةً} مِن القتل؛ {فَصَدُّوا} الناس {عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} يعني: دين الله الإسلام، {فَلَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ}(٢)[٦٥٣٣]. (ز)
٧٦٠٥٦ - قال مقاتل بن سليمان: قال رجل من المنافقين: إنّ محمدًا يزعم أنّا لا نُنصر يوم القيامة، لقد شَقينا إذًا، إنّا لَأذلّ مِن البعوض، واللهِ، لنُنصرنّ يوم القيامة بأنفسنا وأموالنا وأولادنا إن كانت قيامة، فأمّا اليوم فلا نَبذلها، ولكن نَبذلها يومئذ لكي نُنصر. فأنزل الله:{لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أمْوالُهُمْ ولا أوْلادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شيئًا يوم القيامة أُولئِكَ أصْحابُ النّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ} يعني: مُقيمين في النار لا يموتون (٣). (ز)
٧٦٠٥٧ - عن عبد الله بن عباس، أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إذا كان يوم القيامة أمر الله مناديًا ينادي: أين خصماء الله؟ فيقومون مُسْوَدَّةٌ وجوههم، مُزْرَقَّةٌ عيونهم، مائلة
[٦٥٣٣] ذكر ابنُ عطية (٨/ ٢٥٦) في معنى: {فَصَدُّوا عن سَبِيلِ اللَّهِ} الآية ثلاثة احتمالات: الأول: «أن يكون الفعل غير مُتَعَدٍّ، كما تقول: صَدَّ زيدٌ». ثم وجَّهه بقوله: «أي: صدّوا هم أنفسهم عن سبيل الله وعن الإيمان برسوله». والثاني: «أن يكون الفعل مُتَعَدِّيًا». ثم وجَّهه بقوله: «أي: صدّوا غيرهم من الناس عن الإيمان ممن اقتدى بهم وجرى في مضمارهم». والثالث: «أن يكون المعنى: فَصَدُّوا المسلمين عن قتْلهم، وتلك سبيل اللَّهِ فيهم، لكن ما أظهروه من الإيمان صدوا به المسلمين عن ذلك».