ورجَّح ابنُ تيمية (٦/ ١٨٥) القول الأول قائلًا: «والأول أصح». وانتقد ابنُ كثير (١٣/ ٣٥٣) -مستندًا إلى دلالة القرآن، والعقل- القول الأول، ورجَّح القول الثاني قائلًا: «لأنّ هذه الأُمّة هي خير الأمم بنصّ القرآن، فيبعد أن يكون المُقرّبون في غيرها أكثر منها، اللهم إلا أن يُقابل مجموع الأمم بهذه الأُمّة، والظاهر أنّ المُقرّبين من هؤلاء أكثر من سائر الأمم، والله أعلم. والقول الثاني في هذا المقام هو الراجح، وهو أن يكون المراد بقوله: {ثُلَّةٌ مِنَ الأَوَّلِينَ} أي: من صدر هذه الأُمّة، {وقَلِيلٌ مِنَ الآخِرِينَ} أي: من هذه الأُمّة». ونقل ابنُ عطية (٨/ ١٩٢ - ١٩٣) رواية «عن عائشة أنها تأوَّلت أنّ الفريقين في أُمّة كلّ نبي هي في الصدر ثُلّة، وفي آخر الأمة قليل».