للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٩٢٦ - عن سَلّام بن أبي مُطِيع -من طريق سعيد بن عامر- في هذه الآية: {ربنا واجعلنا مسلمين لك}، قال: كانا مُسْلِمَيْن، ولكن سَأَلاه الثَّبات (١). (١/ ٧٠٩)

{وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ}

٣٩٢٧ - عن إسماعيل السُّدِّي -من طريق أسْباط- في قوله: {ومن ذريتنا أمة مسلمة لك}، يَعْنِيان: العرب (٢) [٥١٣]. (١/ ٧١٠)

٣٩٢٨ - عن عبد الكريم بن مالك الجزري -من طريق مَعْقِل بن عُبَيْد الله- {ومن ذريتنا أمة مسلمة لك}، قال: مُخْلِصَة (٣). (ز)


[٥١٣] انتَقَدَ ابنُ جرير (٢/ ٥٦٦)، وابنُ عطية (١/ ٣٥٠) أن يكونَ المراد بقوله: {ومن ذريتنا أمة مسلمة لك} العربَ خاصةً، كما قالَ السُّدِّيُّ؛ لمخالفته ظاهر الكتاب، ودلالة الواقع، فقال ابنُ جرير: «هذا قول يَدُلُّ ظاهرُ الكتاب على خِلافه؛ لأن ظاهره يدل على أنَّهُما دَعَوا اللهَ أن يجعل من ذريتهما أهل طاعته وولايته، والمستجيبين لأمره، وقد كان في ولد إبراهيم العرب وغير العرب، والمستجيب لأمر الله والخاضع له بالطاعة من الفريقين، فلا وجه لقول من قال: عنى إبراهيم بدعائه ذلك فريقًا من ولده بأعيانهم دون غيرهم، إلا التحكم الذي لا يعجز عنه أحد».
وقال ابنُ عطية: «وهو ضعيف؛ لأنه دَعْوَتُه ظَهَرَتْ في العرب، وفيمن آمن مِن غيرهم».
واسْتَدْرَكَ ابنُ كثير (٢/ ٩٤) معتمدًا على السّياق على كلام ابن جرير قائلًا: «وهذا الذي قاله ابن جرير لا ينفيه السدي؛ فإن تخصيصهم بذلك لا ينفي من عَداهم، والسياق إنما هو في العرب، ولهذا قال بعده: {رَبَّنا وابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آياتِكَ ويُعَلِّمُهُمُ الكِتابَ والحِكْمَةَ ويُزَكِّيهِمْ} الآية، والمراد بذلك محمد - صلى الله عليه وسلم -، وقد بعث فيهم، كما قال تعالى: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنهُمْ} [الجمعة: ٢]، ومع هذا لا ينفي رسالته إلى الأحمر والأسود؛ لقوله تعالى: {قل يا أيُّها النّاسُ إنِّي رَسُولُ اللَّهِ إلَيْكُمْ جَمِيعًا} [الأعراف: ١٥٨]، وغير ذلك من الأدلة القاطعة».

<<  <  ج: ص:  >  >>