للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

للنبي - صلى الله عليه وسلم -: أرِنا آية. فنزلت هذه الآية: {إن في خلق السموات والأرض} (١). (ز)

٤٧٢١ - عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط-: {إنّ في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار}، فقال المشركون للنبي - صلى الله عليه وسلم -: غَيِّر لنا الصفا ذهبًا إن كُنتَ صادِقًا آيةً منك. فقال الله: {إنّ في هذا لآياتٍ لقوم يعقلون}. وقال: قد سأل الآياتِ قومٌ قبلكم، ثم أصبحوا بها كافرين (٢). (ز)

٤٧٢٢ - قال مقاتل بن سليمان: {إن في خلق السماوات والأرض}، وذلك أن كفّار مكة قالوا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ائْتِنا بآية، اجعل لنا الصَّفا ذهبًا. فقال الله سبحانه: {إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري} يعني: السفن التي {في البحر بما ينفع الناس} (٣) [٥٨٥]. (ز)

[تفسير الآية]

{وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ}

٤٧٢٣ - عن عطاء: أراد اختلافهما في النور والظلمة، والطول والقِصَر، والزيادة والنقصان (٤) [٥٨٦]. (ز)


[٥٨٥] اختُلِف في سبب نزول هذه الآية؛ فقال قوم: أنزلها الله احتجاجًا له على أهل الشرك به، لَمّا سألوا البرهان بعد إنزال الله لقوله: {وإلهكم إله واحد}. وقال آخرون: بل أنزلها الله على النبي لَمّا سأله المشركون آية.
ورَجَّح ابنُ جرير (٣/ ٨) العمومَ في الآية مُسْتَنِدًا لعدم وجود خبر يقطع بأحد القولين، فقال: «والصواب من القول في ذلك: أنّ الله -تعالى ذِكْرُه- نَبَّه عباده على الدلالة على وحدانيّته، وتفرّده بالألوهية، دون كل ما سواه من الأشياء بهذه الآية. وجائز أن تكون نزلت فيما قاله عطاء، وجائز أن تكون فيما قاله سعيد بن جبير وأبو الضحى، ولا خبر عندنا بتصحيح قول أحد الفريقين يقطع العُذْر فيُجَوِّز أن يقضي أحدٌ لأحدِ الفريقين بصِحَّةِ قولٍ على الآخر. وأيّ القولين كان صحيحًا فالمراد من الآية ما قلنا».
[٥٨٦] ذكر ابنُ عطية (١/ ٣٩٧) ما جاء في قول عطاء أنّ اختلاف الليل والنهار معناه: اختلاف أوصافهما. وزاد معنىً آخر، فقال: "واختلاف الليل والنهار معناه: أنّ هذا يخلف هذا، وهذا يخلف هذا؛ فهما خِلْفة، كما قال تعالى: {وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة} [الفرقان: ٦٢]، وكما قال زهير:
بها العين والآرام يمسين خلفة ... وأطلاؤها ينهضن من كل مجثم".

<<  <  ج: ص:  >  >>