للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٧١٧٩٦ - عن عبد الملك ابن جُرَيْج، قال: أذّن بلال يوم الفتح على الكعبة، فقال الحارث بن هشام: يَهْذِي (١) العبد حين يُؤذّن على الكعبة. فقال خالد بن أسيد: الحمد لله الذي أكرم أسيدًا أن يرى هذا. وقال سُهيل بن عمرو: إن يكره الله هذا ينزل فيه. وسكت أبو سفيان؛ فنَزَلتْ: {يا أيُّها النّاسُ إنّا خَلَقْناكُمْ مِن ذَكَرٍ وأُنْثى} الآية (٢). (١٣/ ٥٩٢)

٧١٧٩٧ - قال مقاتل بن سليمان: نَزَلتْ في بلال المُؤذّن، وقالوا في سلمان الفارسي، وفي أربعة نَفرٍ من قريش؛ في عَتّاب بن أسيد ابن أبي العيص، والحارث بن هشام، وسُهيل بن عمرو، وأبي سفيان بن حرب، كلّهم من قريش، وذلك أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - لما فتح مكة أمر بلالًا فصعد ظهْر الكعبة وأذّن، وأراد أن يذلّ المشركين بذلك، فلمّا صعد بلال وأذّن قال عتاب بن أسيد: الحمد لله الذي قبض أسيد قبل هذا اليوم. وقال الحارث بن هشام: عجبتُ لهذا العبد الحبشيّ! أما وجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا هذا الغراب الأسود؟! وقال سُهيل بن عمرو: إن يكره الله شيئًا يُغيّره. وقال أبو سفيان: أمّا أنا فلا أقول، فإني لو قلتُ شيئًا لتشْهدَنّ عليّ السماء، ولتُخبرنّ عني الأرض. فنزل جبريل على النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأخبره بقولهم، فدعاهم النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «كيف قلتَ، يا عتّاب؟». قال: قلت: الحمد لله الذي قبض أسيد قبل هذا اليوم. قال: «صدقت». ثم قال للحارث بن هشام: «كيف قلتَ؟». قال: عجبتُ لهذا العبد الحبشيّ! أما وجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا هذا الغراب الأسود؟! قال: «صدقتَ». ثم قال لسُهيل بن عمرو: «كيف قلت؟». قال: قلتُ: إن يكره الله شيئًا يُغيّره. قال: «صدقتَ». ثم قال لأبي سفيان: «كيف قلتَ؟». قال: قلتُ: أمّا أنا فلا أقول شيئًا؛ فإني لو قلتُ شيئًا لتشْهدَنّ عليّ السماء، ولتُخبرنّ عني الأرض. قال: «صدقتَ». فأنزل الله تعالى فيهم: {يا أيُّها النّاسُ ... } (٣). (ز)

[تفسير الآية]

{يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى}

٧١٧٩٨ - عن مجاهد بن جبر -من طريق عثمان بن الأسود- قال: ما خَلَق الله


(١) يهذى: يتكلم بكلام غير معقول في مرض أو غيره. لسان العرب (هذي).
(٢) عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(٣) تفسير مقاتل بن سليمان ٤/ ٩٦ - ٩٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>