للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

{وَآتَيْنَاهُمْ مِنَ الْآيَاتِ مَا فِيهِ بَلَاءٌ مُبِينٌ (٣٣)}

٧٠٠٦٩ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- {وآتَيْناهُمْ مِنَ الآياتِ ما فِيهِ بَلاءٌ مُبِينٌ}، قال: أنجاهم مِن عدُوِّهم، وأقطعهم البحر، وظلَّل عليهم الغمام، وأنزل عليهم المنّ والسَّلْوى (١). (١٣/ ٢٧٨)

٧٠٠٧٠ - قال مقاتل بن سليمان: {وآتَيْناهُمْ} يقول: وأعطيناهم {مِنَ الآياتِ} حين فَلَق لهم البحر، وأهلك عدوّهم فرعون، وظلّل عليهم الغمام، وأنزل عليهم المنّ والسَّلْوى، والحَجَر والعمود، والتوراة فيها بيان كلّ شيء، فكلّ هذا الخير ابتلاهم الله به، فلم يشكروا ربّهم، فذلك قوله: {وآتَيْناهُمْ مِنَ الآياتِ ما فِيهِ بَلؤُا مُبِينٌ} يعني: النِّعم البيّنة، كقوله: {نَّ هَذا لَهُوَ البَلاءُ المُبِينُ} [الصافات: ١٠٦]، يعني: النِّعَم البيّنة (٢). (ز)

٧٠٠٧١ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: {وآتَيْناهُمْ مِنَ الآياتِ ما فِيهِ بَلاءٌ مُبِينٌ}، وقرأ: {ونَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ والخَيْرِ فِتْنَةً وإلَيْنا تُرْجَعُونَ} [الأنبياء: ٣٥]، وقال: بلاء مُبين لِمَن آمن بها وكفر بها، بلوى نبتليهم بها، نُمحِّصهم، بلوى اختبار، نختبرهم بالخير والشر، نختبرهم لننظر فيما أتاهم من الآيات مَن يؤمن بها، وينتفع بها ويضيّعها (٣) [٥٩٢١]. (ز)


[٥٩٢١] اختُلف في البلاء المذكور في قوله: {وآتيناهم من الآيات ما فيه بلاء مبين} على قولين: الأول: أنه ابتلاهم بنعمه عليهم من فلْق البحر وإنجائهم من عدوهم وغير ذلك. الثاني: أنه ابتلاهم بالشدة والرخاء.
ورجّح ابنُ جرير (٢١/ ٤٨) جواز القولين؛ للعموم، وعدم وجود دليل يشهد لأحدهما دون الآخر، فقال: «وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يُقال: إنّ الله أخبر أنه آتى بني إسرائيل من الآيات ما فيه ابتلاؤهم واختبارهم، وقد يكون الابتلاء والاختبار بالرخاء، ويكون بالشدة، ولم يضع لنا دليلًا مِن خبر ولا عقل أنه عنى بعض ذلك دون بعض، وقد كان الله اختبرهم بالمعنيين كليهما جميعًا. وجائز أن يكون عنى اختباره إياهم بهما، فإذا كان الأمر على ما وصفنا فالصواب من القول فيه أن نقول كما قال -جل ثناؤه-: إنه اختبرهم».

<<  <  ج: ص:  >  >>