للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٨٨٥٣ - قال مقاتل بن سليمان: {وأَنا أوَّلُ المُؤْمِنِينَ}، يعني: أول المُصَدِّقين بأنّك لن تُرى في الدنيا (١). (ز)

[آثار متعلقة بالآية]

٢٨٨٥٤ - عن أبي سعيد، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: «لا تُخَيِّروني من بين الأنبياء؛ فإنّ الناس يُصْعَقُون يوم القيامة، فأكون أول مَن يُفِيقُ، فإذا موسى آخِذٌ بقائمة من قوائم العرش، فلا أدري أفاقَ قَبْلَي أم جُزِي بصعقة الطور؟» (٢).

(٦/ ٥٦٤)

٢٨٨٥٥ - عن ابن عباس -من طريق جويبر، عن الضحاك-، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: «إنّ الله -تبارك وتعالى- ناجى موسى - عليه السلام - بمائة ألفٍ وأربعين ألفَ كلمةٍ في ثلاثة أيام، فلمّا سمِع موسى كلام الآدميين مقَتَهم؛ لِما وقَع في مسامعِه مِن كلام الربِّ - عز وجل -، فكان فيما ناجاه أن قال: يا موسى، إنّه لم يتصنَّع المُتَصَنِّعون بمثل الزهد في الدنيا، ولم يتقرَّبْ إلَيَّ المتقرِّبون بمثل الورع عما حرَّمتُ عليهم، ولم يتعبَّدِ المتعبِّدون بمثل البكاء من خشيتي. فقال موسى: يا ربِّ، ويا إلهَ البَرِيَّةِ كلِّها، ويا مالك يوم الدين، ويا ذا الجلال والإكرام، ماذا أعددتَ لهم، وماذا جزَيْتَهم؟ قال: أمّا الزاهدون في الدنيا فإنِّي أُبيحُهم جنتي حتى يتبوَّءوا فيها حيثُ شاءوا، وأما الوَرِعون عما حرَّمتُ عليهم فإذا كان يومُ القيامة لم يبقَ عبدٌ إلا ناقَشْتُه الحسابَ، وفتَّشْتُ عما في يديه، إلا الورِعون؛ فإنِّي أستَحْيِيهم، وأُجِلُّهم، وأُكرِمُهم، وأدخِلُهم


(١) تفسير مقاتل بن سليمان ٢/ ٦١ - ٦٢.
(٢) أخرجه البخاري ٤/ ١٥٣ - ١٥٤ (٣٣٩٨)، ٦/ ٥٩ (٤٦٣٨)، ٩/ ١٣ (٦٩١٧) واللفظ له، ومسلم ٤/ ١٨٤٥ (٢٣٧٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>