قوله:{ألم يعلموا أن الله يعلم سرهم ونجواهم وأن الله علام الغيوب}؟ (١)[٣٠٠٧]. (ز)
٣٣١٠٢ - عن محمد بن كعبٍ القرظيِّ -من طريق عثمان بن حكيم- قال: سمعتُ بالثلاثِ التي تُذْكر في المنافق: إذا ائْتُمِن خان، وإذا وعد أخلف، وإذا حدَّث كذب. فالتمستُها في الكتاب زمانًا طويلًا، حتى سقطتُ عليها بعدُ؛ حين وجدنا الله يذكُرُ فيه:{ومنهُم منْ عهد الله لئن آتانا من فضله} إلى قوله: {وبما كانوا يكذبون}، و {إنّا عرضنا الأمانَةَ على السموات والأرض} إلى آخر الآية [الأحزاب: ٧٢]، و {إذا جاءكَ المنافقُّون} إلى قوله: {والله يشهدُ إن المنافقين لكاذبون}[المنافقون: ١](٢). (٧/ ٤٥٨)
٣٣١٠٣ - قال مقاتل بن سليمان:{ومِنهُمْ} يعني: من المنافقين {مَن عاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتانا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ}، ولَنَصِلَنَّ رَحِمِي، {ولَنَكُونَنَّ مِنَ الصّالِحِينَ} يعني: مِن المؤمنين بتوحيد الله؛ لأنّ المنافقين لا يُخْلِصون بتوحيد الله - عز وجل -، فأتاه الله برزقه (٣). (ز)
٣٣١٠٤ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله:{ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله} الآية، قال: هؤلاء صِنفٌ مِن المنافقين، فلمّا آتاهم ذلك بَخِلوا به، فلمّا بَخِلوا بذلك أعقبهم بذلك نفاقًا إلى يوم يلقونه، ليس لهم منه توبة ولا مغفرة ولا عَفْوٌ، كما أصاب إبليس حين منعه التوبة (٤). (ز)
٣٣١٠٥ - قال مقاتل بن سليمان:{فَلَمّا آتاهُمْ مِن فَضْلِهِ} يعني: أعطاهم مِن
[٣٠٠٧] ذكر ابنُ عطية (٤/ ٣٦٩ - ٣٧٠ بتصرف) أنّ قوله: {ألم يعلموا} الآيةَ لَفْظٌ تعلق به مَن قال هذا القول، وبيَّن أنّ قائله ذهب إلى أنّ الآية تختص بالفرقة التي عاهدت، وانتقده مستندًا لمخالفته العموم بقوله: «وهذا فيه نظر». ثم بيَّن عموم الآية للمنافقين أجمع.