للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أنّ الملَك الذي كان وُكِّل بحفْظ عمله في الدنيا يمشي بين يديه في الجنّة، ويتبعه ابنُ آدم حتى يأتي أقصى منزلٍ هو له، فيُعَرِّفه كلَّ شيء أعطاه الله في الجنة، فإذا انتهى إلى أقصى منزله في الجنة دخل إلى منزله وأزواجه، وانصرف الملَك عنه (١). (١٣/ ٣٦٠)

٧٠٧٩٨ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: {ويُدْخِلُهُمُ الجَنَّةَ عَرَّفَها لَهُمْ}، قال: بلَغنا عن غير واحد قال: يدخل أهل الجنّةِ الجنّةَ، ولَهُم أعْرَفُ بمنازلهم فيها مِن منازلهم في الدنيا التي يختلفون إليها في عمر الدنيا. قال: فتِلك قول الله -جلّ ثناؤه-: {ويُدْخِلُهُمُ الجَنَّةَ عَرَّفَها لَهُمْ} (٢) [٦٠٠٩]. (ز)

[آثار متعلقة بالآية]

٧٠٧٩٩ - عن أبي سعيد الخدري?، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يَخْلُصُ المؤمنون من النار، فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار، فَيُقَصُّ لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا، حتى إذا هُذِّبُوا ونٌقّوا أُذِن لهم في دخول الجنة، فوالذي نفس محمد بيده، لأحدهم أهْدى بمنزله في الجنة منه بمنزله كان في الدنيا» (٣). (ز)


[٦٠٠٩] لم يذكر ابنُ جرير (٢١/ ١٩١ - ١٩٢) غير قول ابن زيد، وقتادة، ومجاهد من طريق ابن أبي نجيح.
وعلّق على ما جاء في هذا القول ابنُ عطية (٧/ ٦٤٢)، فقال: «وفي نحو هذا المعنى هو قول النبي - عليه السلام -: «لأحدكم بمنزله في الجنّة أعرف منه بمنزله في الدنيا»».
ثم ذكر ابنُ عطية قولَ مَن قال معناه: طيّبها. وعلّق عليه قائلًا: «مأخوذ من العرْف، ومنه: طعام معرف، أي: مُطيّب. وعرفت القدر: طيّبتها بالملح والتابل».
وذكر قولًا آخر أن المعنى: سمّاها لهم ورسمها، كل منزل باسم صاحبه. وعلّق عليه قائلًا: «فهذا نحو من التعريف».
وذكر قولًا آخر أنّ ذلك معناه: شرّفها لهم، ورفعها، وعلّاها. وعلّق عليه بقوله: «وهذا مِن الأعراف، التي هي الجبال وما أشبهها، ومنه: أعراف الخيل».

<<  <  ج: ص:  >  >>