ورجَّح ابنُ جرير (١٣/ ٦٥٧)، وكذا ابنُ عطية (٥/ ٢٤٧) القولَ الثاني، وهو قول طاووس وقتادة، مستندًا إلى السُّنَّة، فقال ابنُ جرير: «والصواب من القول في ذلك: ما ثبت به الخبر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ذلك، وهو أنّ معناه: يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا، وذلك تثبيته إيّاهم في الحياة الدنيا بالإيمان بالله وبرسوله محمد - صلى الله عليه وسلم -، {وفِي الآخِرَةِ} بمثل الذي ثبَّتهم به في الحياة الدنيا، وذلك في قبورهم حين يُسألون عن الذي هم عليه مِن التوحيد والإيمان برسوله - صلى الله عليه وسلم -». وقال ابنُ عطية: «وقال طاووس وقتادة وجمهور من العلماء: {فِي الحَياةِ الدُّنْيا} هي مُدَّة حياة الإنسان، {وفِي الآخِرَةِ} هي وقت سؤاله في القبر، وقال البراء بن عازب وجماعة: {فِي الحَياةِ الدُّنْيا} هي وقت سؤاله في قبره، ورواه البراء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في لفظ مُتَأَوَّل؛ لأنّ ذلك في مدة وجود الدنيا، وقوله: {وفِي الآخِرَةِ} هو يوم القيامة عند العرض. والأول أحسن، ورجَّحه الطبري».