للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فيقول: لا أدري، قال: فيقال له: ما هذا النبي الذي بعث فيكم؟ قال: فيقول: سمعت الناس يقولون ذلك، لا أدري. قال: فيقولان: لا دريت قال:» وذلك قول الله: {ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء} " (١). (ز)

٣٩٧٧٤ - عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- قال: ... وأَمّا الكافرُ فتنزل الملائكة، فيبْسُطون أيديَهم، والبسطُ هو الضربُ، يضربون وجوهَهم وأدبارَهم عند الموت، فإذا دخل قبره أُقعِدَ، فقيل له: مَن ربُّك؟ فلم يرجع إليهم شيئًا، وأنساه اللهُ ذِكْرَ ذلك، وإذا قيل له: مَن الرسولُ الذي بُعِث إليكم؟ لم يَهْتَدِ له، ولم يرجِع إليهم شيئًا، فذلك قوله: {ويضلُّ اللهُ الظالمينَ} (٢).

(٨/ ٥٢٥)

٣٩٧٧٥ - عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة- في قوله: {يُثبت الله الَّذين ءامنوا بالقول الثّابت في الحياة الدُّنيا وفي الآخرة}، قال: الشهادة؛ يُسْأَلون عنها في قبورهم بعد موتهم. قيل لعكرمة: ما هو؟ قال: يُسْأَلون عن إيمانٍ بمحمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، وأمرِ التوحيد، {ويُضلُّ الله الظالمين} قال: عن تلك الشهادة، فلا يهتدون أبدًا (٣). (٨/ ٥٣٢)

٣٩٧٧٦ - قال مقاتل بن سليمان: ... ثم ذكر الكافر فى قبره حين يدخل عليه منكر ونكير، يطآن في أشعارهما، ويحفران الأرض بأنيابهما، وينالان الأرض بأيديهما، أعينهما كالبرق الخاطف، وأصواتهما كالرَّعْد القاصِف، ومعهما مِرْزَبَة مِن حديد، لو اجتمع عليها أهل مِنى أن يُقِلُّوها ما أقَلُّوها، فيقولان له: مَن ربُّك؟ وما دينك؟ ومَن نبيُّك؟ فيقول: لا أدري. فيقولان له: لا دَرَيْتَ، ولا تَلَيْتَ. ثم يقولان: اللَّهُمَّ، إنّ عبدك قد أسخطك فاسْخَطْ عليه. فيضربانه بتلك المِرْزَبَة ضربةً ينهشم كلُّ عضو في جسده، ويلتهب قبرُه نارًا، ويصيح صيحةً يسمعها كلُّ شيء غير الثَّقَلَيْن، فيلعنونه، فذلك قوله - عز وجل -: {ويَلْعَنُهُمُ اللّاعِنُونَ} [البقرة: ١٥٩]. حتى إنّ شاة القَصّاب والشَّفْرَةُ على حَلْقِها لا يُهِمُّها ما بها، فتقول: لَعَنَ الله هذا، كان يُحْبَس عنا الرِّزْقُ بسببه. هذا لِمَن يُضِلُّه الله - عز وجل - عن التوحيد. فذلك قوله: {ويضل الله الظالمين}، يعني:


(١) أخرجه ابن جرير ١٣/ ٦٦٨.
(٢) أخرجه ابن جرير ١٣/ ٦٦٧، والبيهقي في عذاب القبر (٢٥٦). وعزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.
(٣) أخرجه البيهقي في عذاب القبر (١٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>