للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الصفا، فلما انصرف قام الأبيض في صورة جبريل - صلى الله عليه وسلم - ليوحي إليه، فنزل جبريلُ - عليه السلام -، فقام بينه وبين النبي - صلى الله عليه وسلم -، فدفعه جبريل - صلى الله عليه وسلم - بيده دفعة هَيّنة، فوقع مِن مكة بأقصى الهند مِن فَرَقه، {عِنْدَ ذِي العَرْشِ مَكِينٍ} يقول: جبريل - عليه السلام - وجيهٌ عند الله، {مُطاعٍ ثَمَّ} يعني: هنالك في السموات، وذلك أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - ليلة عُرج به إلى السموات رأى إبراهيم - صلى الله عليه وسلم - وموسى?، فصافحوه، وأداره جبريل على الملائكة في السموات، فاستبشروا به، وصافحوه، ورأى مالكًا خازن النار، فلم يُكلّمه، ولم يُسلّم عليه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لجبريل - عليه السلام -: «مَن هذا؟». قال: هذا مالك، خازن جهنم، لم يَتكلّم قط، وهؤلاء النفر معه، فخزنة جهنم نُزعتْ منهم الرأفة والرحمة، وأُلقي عليهم العبوس والغضب على أهل جهنم، أما إنهم لو كلّموا أحدًا منذ خُلقوا لكلّموك؛ لكرامتك على الله - عز وجل -. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «قل له فليكشف عن بابٍ منها». فكشف عن مثل منخَر الثور منها، فتَخَلْخَلَتْ فجاءتْ بأمر عظيم، حسبت أنها الساعة حتى أهيل منها النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال لجبريل: مُره فليردّها. فأمره جبريل - عليه السلام -، فأطاعه مالك - عليه السلام -، فردّها، فذلك قوله: {مُطاعٍ ثَمَّ}، {أمِينٍ} يُسمّى أمينًا لما استودعه - عز وجل - من أمْره في خَلْقه (١). (ز)

{وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ (٢٢)}

٨١٧٩٧ - عن عبد الله بن عباس، {وما صاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ}، قال: محمد - صلى الله عليه وسلم - (٢). (١٥/ ٢٧٤)

٨١٧٩٨ - عن أبي صالح [باذام]-من طريق إسماعيل- {وما صاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ}، قال: محمد - صلى الله عليه وسلم - (٣). (١٥/ ٢٧٤)

٨١٧٩٩ - عن ميمون بن مهران -من طريق معقل- {وما صاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ}، قال: ذاكم محمد - صلى الله عليه وسلم - (٤). (ز)

٨١٨٠٠ - قال مقاتل بن سليمان: {وما صاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ} يعني: النبي - صلى الله عليه وسلم -، وذلك أنّ


(١) تفسير مقاتل بن سليمان ٤/ ٦٠٢ - ٦٠٤.
(٢) عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(٣) أخرجه أبو الشيخ في العظمة (٥٠٠). وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(٤) أخرجه ابن جرير ٢٤/ ١٦٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>