٢٩٨٤١ - عن ابن عباس، قال: قَدِم عُيينةُ بن حصنِ بن بدر، فنزَل على ابن أخيه الحُرِّ بن قيس، وكان مِن النفر الذين يُدْنِيهم عمر، وكان القُرّاءُ أصحابَ مجالس عمر ومشاورتِه؛ كُهولًا كانوا أو شُبّانًا، فقال عُيَيْنَةُ لابن أخيه: يا ابنَ أخي، لك وجْهٌ عندَ هذا الأمير؛ فاستأذِنْ لي عليه. قال: سأستأذِنُ لك عليه. قال ابن عباس: فاسْتأذَن الحرُّ لعُيينة، فأذِن له عمر، فلما دخل قال: هِي، يا ابن الخطاب (٢)، فواللهِ، ما تُعْطِينا الجَزْلَ، ولا تَحكُمُ بينَنا بالعدل. فغضِب عمر حتى همَّ أن يُوقِعَ به، فقال له الحُرُّ: يا أمير المؤمنين؛ إنّ الله - عز وجل - قال لنبيه - صلى الله عليه وسلم -: {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين}. وإنّ هذا مِن الجاهلين. واللهِ، ما جاوَزها عمرُ حين تَلاها عليه، وكان وقّافًا عندَ كتاب الله - عز وجل - (٣). (٦/ ٧٠٩)
٢٩٨٤٢ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- قال: لَمّا نزلت: {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين} قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «كيف بالغضبِ، يا ربِّ؟». فنزل:{وإما ينزغنك من الشيطان نزغ} الآية (٤)[٢٧٢٠]. (٦/ ٧١٤)
[٢٧٢٠] قال ابنُ عطية (٤/ ١١٩): «قوله: {سميع} يصلح مع الاستعاذة، ويصلح أيضًا مع ما يقول فيه الكفار من الأقاويل فيغضبه الشيطان لذلك، و {عليم} كذلك». ثم بيَّن أنه بهذه الآية تعلَّق ابنُ القاسم في قوله: إنّ الاستعاذة عند القراءة: «أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم».