للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٧٣٨٥ - عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- في قوله: {وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد}، قال: في الإخلاص أن لا تدعوا غيره، وأن تخلصوا له الدين (١) [٢٤٨٥]. (ز)

٢٧٣٨٦ - قال مقاتل بن سليمان: {وأقيموا وجوهكم} يعني: وأمر ربي أن تقيموا وجوهكم، يعني: إلى القبلة {عند كل مسجد} في بِيعَة، أو كنيسة، أو غيرها (٢). (ز)

٢٧٣٨٧ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: {وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد}، قال: أقيموها للقبلة، هذه القبلة التي أمركم الله بها (٣) [٢٤٨٦]. (ز)

{وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ}

٢٧٣٨٨ - عن أبي العاليةِ الرِّياحِيِّ -من طريق الربيع- في قوله: {وادعُوهُ مُخلصينَ لهُ الدّينَ كما بدأكمْ تعودونَ}، يقولُ: أخلِصوا له الدينَ كما بدأكم في زمانِ آدم؛ حيث فَطَرهم على الإسلام. يقول: فادعُوه كذلك، لا تدْعو إلهًا غيره. وأمرَهم أن يُخلصوا له الدينَ، والدعوةَ، والعملَ، ثم يوجِّهوا وجوهَهم إلى البيت الحرام (٤). (٦/ ٣٥٧)

٢٧٣٨٩ - عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- {وادعوه مخلصين له الدين}، قال: أن تُخْلِصوا له الدين، والدعوة، والعمل، ثم تَوَجَّهون إلى البيت الحرام (٥). (ز)


[٢٤٨٥] وجَّه ابنُ عطية (٣/ ٥٤٧) قولَ الربيع، فقال: «فلا يُؤخَذ الوجه على أنّه الجارحة، بل هو المقصد والمنزع».
[٢٤٨٦] رجَّح ابنُ جرير (١٠/ ١٤١) مستندًا إلى أحوال النُّزول، والدلالات العقلية قولَ الربيع «وهو أنّ القوم أُمِروا أن يتوجَّهوا بصلاتهم إلى ربهم، لا إلى ما سواه من الأوثان والأصنام، وأن يجعلوا دعاءهم لله خالصًا، لا مكاءً، ولا تصدية». وبيَّن علَّة ذلك، فقال: «لأنّ الله -جلَّ ثناؤه- إنّما خاطب بهذه الآية قومًا من مشركي العرب، لم يكونوا أهل كنائس وبِيَعٍ، وإنما كانت الكنائس والبِيَع لأهل الكتابَيْن، فغير معقولٍ أن يُقال لمن لا يُصَلِّي في كنيسة ولا بِيعة: وجِّه وجْهك إلى الكعبة في كنيسة أو بِيعة».

<<  <  ج: ص:  >  >>