يقول الحق. قال: وأنا أقول الحق. قال عثمان: فإنّ محمدًا يقول: لا إله إلا الله. قال: وأنا أقول: لا إله إلا الله، ولكنَّ الملائكة بنات الرحمن. فأنزل الله - عز وجل - في حم الزخرف [٨١] فقال: {قُلْ} يا محمد: {إنْ كانَ لِلرَّحْمَنِ ولَدٌ فَأَنا أوَّلُ العابِدِينَ} أول الموحدين من أهل مكة، فقال عند ذلك: ألا ترون، قَدْ صَدَّقَنِي {إن كان للرحمن ولد}. قال الوليد بن المغيرة: لا والله ما صَدَّقَك، ولكنه قال: ما كان للرحمن ولد. ففَطِنَ لها النضر (١). (ز)
٣٠٦٨٦ - قال عبد الملك ابن جريج -من طريق حجاج-: قوله: {وإذا تتلى عليهم آياتنا قالوا قد سمعنا لو نشاء لقلنا مثل هذا}، قال: كان النَّضْر بن الحارث يختلف تاجرًا إلى فارِس، فيمر بالعِباد (٢) وهم يقرءون الإنجيل، ويركعون ويسجدون، فجاء مكة، فوجد محمدًا - صلى الله عليه وسلم - قد أُنزِل عليه، وهو يركع ويسجد، فقال النضر: قد سمعنا، لو نشاء لقلنا مثل هذا. لِلَّذِي سَمِع من العِبادِ. فنزلت:{وإذا تتلى عليهم آياتنا قالوا قد سمعنا لو نشاء لقلنا مثل هذا}. قال: فَقَصَّ ربُّنا ما كانوا قالوا بمكة، وقصَّ قولَهم:{إذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك} الآية (٣)[٢٧٩٣]. (ز)
٣٠٦٨٧ - عن أبي مالك غَزْوان الغفاري -من طريق إسماعيل السدي- قوله:{وإذا} يعني: لم يكن، وقوله:{وإذْ} فقد كان (٤). (ز)
[٢٧٩٣] علَّق ابنُ عطية (٤/ ١٧٥) على قول من قال بأن قائل هذه المقالة هو النَّضر بن الحارث قائلًا: «وتَرَتَّب أن يقول النضر بن الحارث مقالةً وينسبها القرآن إلى جميعهم؛ لأن النَّضر كان فيهم موسومًا بالنُّبْل والفهم، مسكونًا إلى قوله، فكان إذا قال قولًا قاله منهم كثير، واتَّبعوه عليه، حسبما يفعله الناس أبدًا بعلمائهم وفقهائهم».