للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قريبًا فينفعهم، {ولا نَصِيرًا} يعني: مانعًا يمنعهم من الهزيمة (١). (ز)

٦١٨٨٠ - قال يحيى بن سلّام: {قُلْ مَن ذا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللَّهِ} يمنعكم مِن الله {إنْ أرادَ بِكُمْ سُوءًا} عذابًا، {أوْ أرادَ بِكُمْ رَحْمَةً} توبة، يعني: المنافقين، كقوله: {ويُعَذِّبَ المُنافِقِينَ إنْ شاءَ} يموتون على نفاقهم فيعذبهم، {أوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ} [الأحزاب: ٢٤] فيرجعون عن نفاقهم (٢). (ز)

{قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا (١٨)}

٦١٨٨١ - قال مقاتل بن سليمان: {قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ المُعَوِّقِينَ مِنكُمْ} وذلك أن اليهود أرسلوا إلى المنافقين يوم الخندق، وقالوا: ما الذي حملكم أن تقتلوا أنفسكم بأيدي أبي سفيان ومَن معه؟! فإنهم إن قدروا هذه المرة لم يستبْقُوا منكم أحدًا، وإنّا نُشفِق عليكم، إنما أنتم إخواننا ونحن جيرانكم. {والقائِلِينَ لِإخْوانِهِمْ هَلُمَّ إلَيْنا} فأقبل رجلان مِن المنافقين -عبد الله بن أُبَيٍّ، ورجل من أصحابه- على المؤمنين يعوِّقونهم، ويخوِّفونهم بأبي سفيان ومَن معه، قالوا: لئن قدروا عليكم هذه المرة لم يستبْقُوا منكم أحدًا ما ترجون مِن محمد؟ فواللهِ، ما يرفدنا بخير، ولا عنده خير، ما هو إلا أن يقتلنا ها هنا، وما لكم في صحبته خير، انطلقوا بنا إلى إخواننا وأصحابنا. يعنون: اليهود، فلم يزد قول المنافقين للمؤمنين إلا إيمانًا وتسليمًا واحتسابًا (٣). (ز)

٦١٨٨٢ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: {قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ المُعَوِّقِينَ مِنكُمْ} الآية، قال: هذا يوم الأحزاب؛ انصرف رجلٌ مِن عند النبي - صلى الله عليه وسلم -، فوجد أخاه بين يديه شواء ورغيف، فقال له: أنت هاهنا في الشواء والرغيف والنبيذ، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين الرماح والسيوف؟! قال: هلُمَّ إلَيَّ، لقد بُيِّغ (٤) بك وبصاحبك، والذي يُحلف به لا يستبقِي لها محمد أبدًا. قال: كذبتَ، والذي يُحلف به -وكان أخاه من أبيه وأمه-، واللهِ، لَأُخْبِرَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - بأمرك. وذهب إلى


(١) تفسير مقاتل بن سليمان ٣/ ٤٨٠.
(٢) تفسير يحيى بن سلام ٢/ ٧٠٧.
(٣) تفسير مقاتل بن سليمان ٣/ ٤٨١. وهو بنحوه في تفسير البغوي ٦/ ٣٣٤ منسوبًا إلى مقاتل دون تعيينه، وفي أوله: نزلت في المنافقين.
(٤) بُيِّغ: انقطع. التاج (بيغ).

<<  <  ج: ص:  >  >>