كذلك انتقد مضمونه مستندًا إلى وقائع البعثة وتاريخ السيرة النبوية فقال -بتصرف يسير-: «الوجه الرابع: أن يقال: من المعلوم بالضرورة والتواتر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ما كان قيام دينه بمجرد موافقة علِيٍّ، فإن عليًّا كان من أول من أسلم، فكان الإسلام ضعيفًا، فلولا أن الله هدى من هداه إلى الإيمان والهجرة والنصرة؛ لم يحصل بعليٍّ وحده شيء من التأييد، ولم يكن إيمان الناس وهجرتهم ولا نُصرتهم على يد عليٍّ، ولم يكن عليٌّ منتصبًا -لا بمكة ولا بالمدينة- للدعوة إلى الإيمان، كما كان أبو بكر منتصبًا لذلك، ولم ينقل أنه أسلم على يد عليٍّ أحد من السابقين الأولين، لا من المهاجرين ولا من الأنصار ... ، ولا كان يدعو المشركين ويناظرهم، كما كان أبو بكر يدعوهم ويناظرهم، ولا كان المشركون يخافونه، كما يخافون أبا بكر وعمر، ... الوجه الخامس: أنه لم يكن لعليٍّ في الإسلام أثر حسن إلا ولغيره من الصحابة مثله، ولبعضهم آثار أعظم من آثاره. وهذا معلوم لمن عرف السيرة الصحيحة الثابتة بالنقل ... ».