للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

{فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ}

٣١٢٨٤ - عن عَبّاد بن عبد الله بن الزبير -من طريق ابن إسحاق، عن يحيى بن عَبّاد- {فإن حسبك الله}: هو مِن وراء ذلك (١). (ز)

٣١٢٨٥ - عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة-، مثله (٢). (ز)

{هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ (٦٢)}

[نزول الآية، وتفسيرها]

٣١٢٨٦ - عن أبي هريرة -من طريق الكلبي عن أبي صالح- قال: مكتوبٌ على العرش: لا إله إلا الله، وحدي لا شريك لي، محمدٌ عبدي ورسولي، أيَّدْتُه بعَلِيٍّ. وذلك قوله: {هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين} (٣) [٢٨٦١]. (٧/ ١٨٩)


[٢٨٦١] انتقد ابنُ تيمية هذا الأثر في منهاج السنة النبوية (٧/ ١٩٦) بأنّه كذب موضوع باتفاق أهل العلم بالحديث، وانتقد مضمونه مستندًا إلى السياق، فقال: «الوجه الثالث: أنّ الله تعالى قال: {هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم}. وهذا نص في أن المؤمنين عدد مؤلَّف بين قلوبهم، وعَليٌّ واحد منهم ليس له قلوب يؤلَّف بينها، والمؤمنون صيغة جمع، فهذا نص صريح لا يحتمل أنه أراد به واحدًا معيَّنًا، وكيف يجوز أن يقال: المراد بهذا عَليٌّ وحده؟!».
كذلك انتقد مضمونه مستندًا إلى وقائع البعثة وتاريخ السيرة النبوية فقال -بتصرف يسير-: «الوجه الرابع: أن يقال: من المعلوم بالضرورة والتواتر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ما كان قيام دينه بمجرد موافقة علِيٍّ، فإن عليًّا كان من أول من أسلم، فكان الإسلام ضعيفًا، فلولا أن الله هدى من هداه إلى الإيمان والهجرة والنصرة؛ لم يحصل بعليٍّ وحده شيء من التأييد، ولم يكن إيمان الناس وهجرتهم ولا نُصرتهم على يد عليٍّ، ولم يكن عليٌّ منتصبًا -لا بمكة ولا بالمدينة- للدعوة إلى الإيمان، كما كان أبو بكر منتصبًا لذلك، ولم ينقل أنه أسلم على يد عليٍّ أحد من السابقين الأولين، لا من المهاجرين ولا من الأنصار ... ، ولا كان يدعو المشركين ويناظرهم، كما كان أبو بكر يدعوهم ويناظرهم، ولا كان المشركون يخافونه، كما يخافون أبا بكر وعمر، ... الوجه الخامس: أنه لم يكن لعليٍّ في الإسلام أثر حسن إلا ولغيره من الصحابة مثله، ولبعضهم آثار أعظم من آثاره. وهذا معلوم لمن عرف السيرة الصحيحة الثابتة بالنقل ... ».

<<  <  ج: ص:  >  >>