وعلّق ابنُ عطية (٨/ ٥٢٠) على القول الأول، فقال: «يقال: غسق الجرح: إذا سال منه قِيح ودم، وغَسقت العين: إذا دمعتْ وإذا خرج قَذاها». وقد ذكر ابنُ جرير (٢٤/ ٣١) هذه الأقوال، ثم جمع بينها، فقال: «والغسّاق عندي: هو الفعال، من قولهم: غَسقتْ عينُ فلان: إذا سالتْ دموعها، وغَسق الجرح: إذا سال صديده، ومنه قول الله: {ومن شر غاسق إذا وقب} [الفلق: ٣] يعني بالغاسق: الليل إذا لبس الأشياء وغطاها، وإنما أريد بذلك هجومه على الأشياء هجوم السيل السائل، فإذا كان الغسّاق هو ما وصفتُ من الشيء السائل فالواجب أن يقال: الذي وعد الله هؤلاء القوم، وأخبر أنهم يذوقونه في الآخرة من الشراب، هو السائل من الزمهرير في جهنم، الجامع مع شدة بَرده النَّتن».