٢٤٧٩ - عن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد- في قوله:{ثم قست قلوبكم من بعد ذلك}، قال: من بعد ما أراهم الله من إحياء الموتى، ومن بعد ما أراهم من أمر القتيل ما أراهم، {فهي كالحجارة أو أشد قسوة}(٢). (١/ ٤٢٦)
٢٤٨٠ - قال مقاتل بن سليمان: ثم قال: {من بعد ذلك} يعني: من بعد حياة المقتول، {فهي كالحجارة} فشَبَّه قلوبهم حين لم تَلِن بالحجارة في الشدة، ثم عذر الحجارة وعاب قلوبهم، فقال:{فهي كالحجارة} في القسوة، {أو أشد قسوة}(٣)[٣١٧]. (ز)
٢٤٨١ - عن عبد الله بن عباس -من طريق العَوْفِيِّ- قال: ثم عَذَر الله الحجارة، فقال: {وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج
[٣١٧] ذكر ابن عطية (١/ ٢٥٦ - ٢٥٧) أنه اختلف في معنى {أو} هنا على أقوال: الأول: أنها بمعنى: الواو، كما قال تعالى: {آثما أو كفورا} [الإنسان: ٢٤] أي: وكفورًا. الثاني: أنها بمعنى: بل، كقوله تعالى: {إلى مائة ألف أو يزيدون} [الصافات: ١٤٧]، المعنى: بل يزيدون. الثالث: أن معناها التخيير، أي: شبهوها بالحجارة تصيبوا، أو بأشد من الحجارة تصيبوا. الرابع: أنها على بابها في الشك، ومعناه: عندكم أيها المخاطبون وفي نظركم، أن لو شاهدتم قسوتها لشككتم أهي كالحجارة أو أشد من الحجارة. الخامس: أنها على جهة الإبهام على المخاطب. السادس: أن الله تعالى أراد أن فيهم من قلبه كالحجر، وفيهم من قلبه أشد من الحجر، فالمعنى: فهي فرقتان كالحجارة أو أشد، ومثل هذا قولك: أطعمتك الحلو أو الحامض، تريد أنه لم يخرج ما أطعمته عن هذين. السابع: أن الله تعالى أراد أنها كانت كالحجارة يترجى لها الرجوع والإنابة، كما تتفجر الأنهار ويخرج الماء من الحجارة، ثم زادت قلوبهم بعد ذلك قسوة بأن صارت في حد من لا ترجى إنابته، فصارت أشد من الحجارة، فلم تخل أن كانت كالحجارة طورًا أو أشد طورًا.