للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

على دينكم. فإذا كان بالعَشِيِّ فأْتُوهم، فقولوا لهم: إنّا كفرنا بدينكم، ونحن على ديننا الأول؛ إنّا قد سألنا علماءنا، فأخبرونا أنكم لستم على شيء. وقالوا: لعل المسلمين يرجعون إلى دينكم فيكفرون بمحمد. {ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم} فأنزل الله: {قل إن الهدى هدى الله} (١). (٣/ ٦٢٦)

١٣٣٦٥ - قال مقاتل بن سليمان: وقالوا لهم: لا تُخْبِروهم بأمر محمد - صلى الله عليه وسلم - فيُحاجُّوكم. يعني: فيخاصموكم عند ربكم، قالوا ذلك حسدًا لمحمد - صلى الله عليه وسلم - لأن تكون النبوة في غيرهم؛ فأنزل الله - عز وجل -: {قل إن الهدى هدى الله أن يؤتى أحد مثل مآ أوتيتم أو يحآجوكم عند ربكم} (٢). (ز)

[تفسير الآية]

{قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ}

١٣٣٦٦ - عن سعيد بن جبير =

١٣٣٦٧ - وأبي مالك غَزْوان الغِفارِيّ -من طريق السدي- {أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم}، قالا: أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - (٣). (٣/ ٦٢٧)

١٣٣٦٨ - عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نَجيح-: {أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم} حسدًا من يهود أن تكون النبوة في غيرهم، وإرادة أن يُتابَعوا على دينهم (٤) [١٢٤٩]. (٣/ ٦٢٧)


[١٢٤٩] وجّه ابنُ جرير (٥/ ٥٠١) معنى الآية على قول مَن جعل قوله تعالى: {أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم} مِن قول بعضهم لبعض، فقال: «فمعنى الكلام عندهم: ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم، ولا تؤمنوا أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم، أو أن يحاجوكم عند ربكم: أي: ولا تؤمنوا أن يحاجكم أحد عند ربكم. ثم قال الله - عز وجل - لنبيه - صلى الله عليه وسلم -: قل يا محمد: إن الفضل بيد الله، يؤتيه من يشاء، وإن الهدى هدى الله».
وذكر ابنُ عطية (٢/ ٢٥٥) أنّ الآية على قول مجاهد تحتمل عدة احتمالات، فقال: «والكلام على هذا التأويل يحتمل معاني: أحدها: ولا تصدقوا تصديقًا صحيحًا وتؤمنوا إلا لمن جاء بمثل دينكم؛ كراهة أو مخافة أو حذارًا أن يؤتى أحد من النبوة والكرامة مثل ما أوتيتم، وحذرًا أن يحاجوكم بتصديقكم إياهم عند ربكم إذا لم تستمروا عليه. وهذا القول على هذا المعنى ثمرة الحسد والكفر، مع المعرفة بصحة نبوة محمد - صلى الله عليه وسلم -، ويحتمل أن يكون التقدير: أن لا يؤتى، فحذفت» لا «لدلالة الكلام، ويحتمل الكلام أن يكون معناه: ولا تصدقوا وتؤمنوا بأن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم إلا لمن تبع دينكم وجاء بمثله وعاضدًا له، فإن ذلك لا يؤتاه غيركم، {أو يحاجوكم عند ربكم} بمعنى: إلا أن يحاجوكم، كما تقول: أنا لا أتركك أو تقتضيني حقي، وهذا القول على هذا المعنى ثمرة التكذيب بمحمد - صلى الله عليه وسلم - على اعتقاد منهم أنّ النبوة لا تكون إلا في بني إسرائيل، ويحتمل الكلام أن يكون معناه: ولا تؤمنوا بمحمد وتقروا بنبوته، إذ قد علمتم صِحَّتها، إلا لليهود الذين هم منكم، و {أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم} صفة لحال محمد، فالمعنى: تَسَتَّروا بإقراركم أن قد أوتي أحد مثل ما أوتيتم، أو فإنهم يعنون العرب يحاجوكم بالإقرار عند ربكم».

<<  <  ج: ص:  >  >>