للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هنا ينبغي نقله والإفادة منه وعدم اطّراحه مطلقًا، إلا ما وُجد فيه نكارة، ولا يضر كونه معروفًا بالكذب، إذ الوارد في تفسيره هو قوله واجتهاده لا قول غيره، بخلاف رواياته ونقوله فلا يُعتمد عليها إذا انفرد بها.

أما ما نُسِب إليه من عقيدة التشبيه والتجسيم الشنيعة فينبغي تحرير ذلك، ويبعد أن يصل إلى ذلك الحد -كما ذكر ابن تيمية (١) -، وقد تتبعنا تفسيره فلم نجد شيئًا يلزم منه ذلك، كما أثبت عدد من الباحثين المعاصرين براءته من ذلك القول الشنيع بعد تتبعهم تفسيره لآيات الصفات في كتبه المطبوعة والمخطوطة (٢).

* أسباب كثرة تفسير مقاتل بن سليمان:

١ - تدوينه للتفسير ووصول كتابه إلينا، وهو السبب الوحيد لبلوغ آثار مقاتل هذا العدد الكبير في الموسوعة.

٢ - تفرغ مقاتل للتفسير وعلو مكانته فيه، كما شهد له معاصروه ومن بعدهم.

٣ - تعدد مصادره، وكثرة شيوخه، حيث روى عن عدد كبير من مشاهير مفسري التابعين كمجاهد والضحاك وعطاء.

٤ - كثرة مروياته وسعة اطلاعه، ومن هنا تميز تفسيره بكثرة ذكر أسباب النزول والإسرائيليات، وتعيين المبهمات وتسمية الذوات.

٥ - توسعه في الاجتهاد، والاستنباط. وهذا واضح لمن يقرأ تفسيره.

* * *


(١) ينظر: منهاج السُّنَّة النبوية ٢/ ٢٩٤.
(٢) ينظر: تفسير أتباع التابعين: عرض ودراسة ص ٨٥ - ٨٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>