للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

{للسائلين}، وذلك أنّ اليهود لَمّا سمِعُوا ذكر يوسف - عليه السلام - مِن النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ منهم: كعب بن الأشرف، وحُيَيّ وجُدَيّ ابنا أخطب، والنُّعْمان بن أوْفى، وعمرو، وبَحِيرا، وغزال بن السَّمَوْأَل، ومالك بن الضَّيْف، فلم يُؤْمِن بالنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - منهم غيرُ جبرٍ غلامِ ابنِ الحَضْرَمِيِّ، ويسارٍ أبو فُكَيْهة، وعدّاس، فكان ما سمِعوا من النبي - صلى الله عليه وسلم - مِن ذكر يوسف وأمره {آيات للسائلين}، وذلك أنّ اليهود سألوا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - عن أمر يوسف، فكان ما سَمِعوا علامةً لهم، وهُمُ السّائِلون عن أمر يوسف - عليه السلام -، وكان يوسفُ قد فضل في زمانه بحُسْنِه على الناس كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب (١). (ز)

٣٦٧٧٠ - عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة- قال: إنّما قَصَّ اللهُ على محمد - صلى الله عليه وسلم - خبر يوسف، وبَغْيَ إخوتِه عليه، وحَسَدَهُم إيّاه حين ذكَر رُؤْياه؛ لَمّا رأى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - مِن بَغْيِ قومه عليه، وحَسَدِهم إيّاه حين أكرَمه الله بِنُبُوَّته؛ لِيَتَأَسّى به (٢). (٨/ ١٨٦)

[سياق قصة يوسف بتمامها]

٣٦٧٧١ - عن إسماعيل السدي -من طريق أسباط- قال: كان يعقوبُ نازلًا بالشام، وكان ليس له هَمٌّ إلا يوسف وأخوه بنيامين، فحَسَدَه إخوتُه مِمّا رأَوْا مِن حُبِّ أبيه له، ورأى يوسفُ في النوم رُؤْيا أنّ {أحد عشر كوكبًا والشمس والقمر} ساجدين له، فحدَّث أباه بها، فقال له يعقوب: {يا بنُى لا تَقصُص رءياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدًا}. فبلغ إخوةَ يوسف الرُّؤْيا، فحسدوه، فقالوا: {ليوسف وأخوه} بنيامين {أحب إلى أبينا منا ونحن عصبة} كانوا عشرة، {إن أبانا لفي ضلال مبين}. قالوا: في ضلالٍ مِن أمرِنا. {اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضًا يخلُ لكم وجه أبيكم وتكونوا من بعده قومًا صالحين}. يقول: تتوبون مِمّا صنعتم. {قال قائل منهم} وهو يهوذا: {لا تقتلوا يوسف وألقوه في غيابت الجب يلتقطه بعض السيارة إن كنتم فاعلين}. فلمّا أجمعوا أمرَهم على ذلك أتَوْا أباهم، فقالوا: {يا أبانا ما لك لا تَأمَنّا على يوسف}. قال: لن أُرْسِلَه معكم إني {أخاف أن يأكُلَه الذئب وأنتم عنه غافلون*قالوا لئن أكله الذئب ونحن عُصْبَةٌ إنا إذا لخاسرون}. فأَرسَلَه معهم، فأخرَجوه وبه عليه كرامة، فلمّا بَرَزوا به إلى البَرِّيَّةِ أظهَروا له العداوة، فجعَل يضرِبُه أحدُهم، فيستغيث بالآخَر فيضربه، فجعل لا يرى منهم رحيمًا، فضربوه حتى كادوا يقتُلونه، فجعل يصيح ويقول: يا أبتاه، يا


(١) تفسير مقاتل بن سليمان ٢/ ٣١٩.
(٢) أخرجه ابن جرير ١٣/ ١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>